ذكر ما جرى من أهل العراق ومن التجأ إليهم من العشائر

لما اجتمع الفارون من حائل وقت الحصار والتجاؤوا إلى العراق كآل عبده التابعين لعجيل الياور قاموا في العراق يرحبون بإخوانهم الفارين من نجد ويشاركونهم في شن الغارات على قبائل ابن سعود، فكتب السلطان عبد العزيز إلى المفوض السامي وإلى جلالة الملك فيصل بن الحسين يشتكي هؤلاء ويطلب من الحكومة أن تردع هؤلاء وترجع ما نهبوه من أهالي نجد ويحذرهما من عواقب الاعتداء، فكان جواب أولى الأمر هناك ما يثبت دعوى حكومة نجد وعجز حكومة العراق عن تنفيذ ما رأته واجبًا عليها، وبعث الملك فيصل بن الحسين جوابًا لابن سعود يقول فيه: تلقيت كتابكم المرسل مع خادمكم الأمين عبد الرحمن الرباعي، فكان أعز واصل، أما بخصوص التفاوض فقد أجرينا اللازم وأخبرنا حامله شفهيًا بما يسهل الأمور، وقال وزير الداخلية يومئذ عبد المحسن بك السعدون في كتاب أرسله إلى المفوض السامي قد أصدرت الأوامر إلى متصرف الموصل لكي يرسل روؤساء شمر نجد وخصوصًا أولئك الذين اشتركوا في هذه الغارات وقد وعد عجيل الياور باسترجاع الأموال المنهوبة وتعهد بقبول المسؤولية عن وقوع الغارات في المستقبل ثم كتب الوزير إلى متصرف الموصل كتابًا شديد اللهجة جاء فيه أن التأثير الذي ينجم عن هذه الغزوات يغضب ابن سعود فإن لم تتخذوا الإجراء المستعجل فأقل ما ينتظر هو حدوث غزوات جسيمة مقابلة ذلك، ومما لا يطاق احتماله اتخاذ شمر مملكة العراق مركزًا لحركاتهم الحربية على ابن سعود فالحكومة عازمة على اتخاذ التدابير لكبح جماحهم ولطردهم إذا اقتضى الأمر.

وكان قد كتب عبد المحسن بك إلى المفوض السامي يسأله إذا كان في وسعه مساعدة الحكومة العراقية بالطيارات والسيارات المدرعة إذا كانت القوات الموجودة لديها غير كافية ولكن عجز الحكومة العراقية لكم يكن سوى مظهر من عجز حكومة الانتداب وبعث السير برسي كوكس كتابًا إلى عظمة السلطان بعد ذلك في آخر هذه السنة يثبت ذلك، وأنه أي المفوض السامي لم يقصر في الإسراع إلى لفت نظر الحكومة العراقية إلى هذه الحركات السيئة من قبل رجال شمر المقيمين داخل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015