المندوب السامي السير برسي كوكس وبين ابن سعود، ويقول في رسائله لا تؤاخذوا طائراتنا ولكن لا مبرر لهجوم الإخوان على عشائر العراق والسلطان عبد العزيز يقول: لا تؤاخذوا الإخوان ولكن التبعة على الحكومة التي لا تستطيع أن تكبح جماح العشائر ضمن حدودها هذا جزاء الضعف والإهمال وبعد هذا الحادث عقد مؤتمر المحمرة لتسوية الخلاف بين البلدين فحضره أحمد بن ثنيان من قبل السلطان عبد العزيز ومندوبان من قبل الحكومة والمفوضية في بغداد ولكن السلطان لم يصدق على ما قرر هناك فعقد المؤتمر الثاني بعد بضعة أشهر في العقير.
استهلت هذه السنة وحسين بن علي الشريف على مقاومته لابن سعود ولا يزال يغري عليه القبائل ويختلق له المشاكل وينصب الحبائل فمنع أهل نجد من الحج في هذه السنة وأغلق في وجوههم أبواب الحجاز وأضرم عليه نيران الأعداء من كل جانب وقد حج أهل نجد فما جرى منهم إلا الخير وعدم الحركة، ولما بعث ابن سعود إلى بريطانيا العظمى يسألها أن تضع حدًا لمشاكل الشريف حققت بريطانيا الطلب على الشريف وسألته أن يأذن لأهل نجد في الحج أسوة بالمسلمين فما استجاب على الفور ليرى خصمه تعاليه، ثم أذن لأهل نجد بالحج في السنة التي خرجت.
فأقبل وفود بيت الله الحرام من النجديين تحت أمرة مساعد بن سويلم فأدوا فرائضهم في هدوء وسكون ورجعوا بخير ويأبى الله أن يحدثوا ما يفسد العلائق كما يظنه بهم العدو الذي يرى أهل نجد بعين السخط كما قيل.
فعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولما أذن بالحج بعث ابن سعود إلى ابنه علي أن الحسين يثني على أبيه ويمتدحه ولكن أين الصلح، أين الهدنة يا عباد الله ولا يقتنع الحسين بالقول ويرى الفعل نفسه تمنية ببسط ملكه على كل عربي في الأرض وخصمه عاهل الجزيرة قد احتل خيبر وتيما وأخذ يتوسع في الجزيرة وقد قضى على الفتن في جنوب نجد وشمالها