فيصل قوة من الجيش إلى تهامة لمحاربة القادمين من الحجاز، ولكن تهامة شديدة الحر على الإخوان ولم يطيقوا حمايتها فلم يمنعوا فيها بل عادوا منهزمين، هزمتهم الحمى إلى الجبال فتقفى جيش الحجاز أثرهم.

أما قيادة الجيش الحجازي فغير متفق عليها بين حمدي بك، والشريف عبد الله بن حمزة، فقال أحدهما في خطه والآخر في أخرى، فمشي الشريف عبد الله بالجيش في الطريق التي حذره منها حمدي بك فكان صيدًا للإخوان حيث لم يشعر إلا وهو في الشبكة بينهم فأحاطوا به ومن معه وكادوا يفنون جيشه بالرصاص والسيف، وفي آخر نفس نجا القائدان بقسم من رجالهما يسير من بقية النظام وبقية البدو ففروا ولاذوا ببارق فتعقبهم الإخوان ففروا منها منحدرين إلى تهامة متقهقرين إلى القنفذة.

وفيها في جمادى الثانية نقل يوسف بك السعدون بفرقة الهجانة إلى أبي الغار على مسيرة يوم من سوق الشيوخ غربي سكة الحديد بين البصرة والناصرية، فزاره المتصرف هناك وأمر العربان بان لا يؤدوا الزكاة إلى ابن سعود، وذلك له سبب وهو أنه لما فر بعض أهل الجبل أوان حصارها إلى العراق دخلوا هناك في العشائر المعادية لعشائر نجد واشتركوا في الإغارات التي تكررت، خصوصًا من عربان المنتفق والظفير فإنهم جعلوا يسطون على عشائر نجد وكان صويط على عداء قديم هو وابن سعدون وكلاهما عدوان لابن سعود.

ومن سوء التدبير أن عيّن ملك العراق فيصل بن الحسين يوسف بك السعدون قائد الفرقة الهجانة على الحدود وبينه وبين ابن صويط عداوة قديمة فأهاج ذلك خاطر شيخ الظفير حمود بن صويط ورحل إلى الرياض فكتب المندوب السامي السربرسي كوكس إلى ابن سعود يسأله أن لا يستقبله لأن حكومة العراق غير راضية عنه فلأجل أن ابن سعود لم يكن راضيًا على الحكومة العراقية لتعيين يوسف قائدًا لهذه الهجانة وسوء قيادته التي ليست على ظاهرها رحب الملك ابن سعود بشيخ الظفير بن صويط عند ما جاءه مستغفرًا وأعطاه الأمان على شرط أن ترد عربانه كل ما نهبت من أهل نجد وأن لا يشمل العفو غيرهم من المذنبين ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015