مثل أهلك هؤلاء والله وبالله وتالله إن الضرر الذي يمسكم يا آل رشيد يحرك قلبي قبل لساني إلى مساعدتكم أنت يا محمد واحد من بيتي الآن وكل ما عندي للدفاع عن بيتي عن العيال والحريم أقدمه إذا اقتضى الأمر في الدفاع عنك في الدفاع عنكم كلكم، وهناك وقف السلطان فوقف من في الجلس وأعطى يده إلى ابن طلال قائلًا أعطيك عهد الله مازلت مخلصًا لنا فصافحه ابن طلال وهو يقول: إذا حدت عن الطريق الذي أمرت به فاقطع رأسي ثم قبل عظمته في أنفه وفي جبينه، ثم صوت يهتف بالدعاء أدامك ووطد أركان ملكك، هذا هو صوت كبير بيت آل رشيد يومئذ، وهذه آخرة آل رشيد الذين سطر لهم التاريخ سطورًا من الدم حمراء ليس لهم سواها يذكر، وكان مدة حكمهم أربعًا وثلاثين سنة دانت لهم نجد من أدناها إلى أقصاها ومدة إمارتهم في حائل ما يقرب تسعين سنة.
ولما استقرت عائلة الرشيد في الرياض بقي جلالة الملك ابن سعود يعامل أفرادها معاملة أفراد آل سعود فأصبحوا في عيشة لم يروا مثلها أيام حكمهم وسيطرتهم المملوءة بالحروب والمغازي والمخاوف، واستراح أهل حائل من مكابدة الفقر والذبح والزعازع، حتى أنه نقل لنا عن شيغ طاعن السن في حائل أنه وجد أيام آل رشيد يغسل كرشًا وينظفها بيده، فسئل عن تلك الحالة؟ فقال: ذهبت أموالنا وقلت أرزاقنا لما نكابده من عسف آل رشيد، ثم دعا الله أن لا يبقى منهم رجل ولا إمرأة، فانظر يا أخي إلى شدة هذه المبالغة .. نسأل الله العافية والسلامة.
ولقد حرص جلالة الملك على عقد الصلة والألفة بين بيته وبيت آل رشيد حتى تزوج من أسرتهم، وفيها وفاة عبد الكريم بن ناصر بن سليمان بن جربوع -رحمه الله تعالى- وعفى عنه، وكان من رجال الدين، وأسرة آل جربوع من شمر.
آل عائض هؤلاء يدعون أنهم من سلالة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- وأنهم نزحوا إلى عسير بعد سقود الدولة الأموية في الشام ولكنهم لم يكونوا قبل الفتح السعودي أمراء عسير، ولما أمر سعود الكبير في تلك الجبال رجلًا يدعى