مجالسهم أضحت رياض وجنة ... لأهل التقى والفقه أزكى المناعم
فأيدهمو ربي وأصلح قلوبهم ... ووفقهمو للرشد يا خير قائم
وأصلح إله العالمين إمامنا ... إمام الهدى نجم التقى والمكارم
ووفقه للإنصاف والعدل والتقى ... وبوئه في الفردوس أعلى المقائم
وصل إله العالمين مسلمًا ... على المصطفى المعصوم صفوة آدم
كذا إله مع صحبه ثم من قفى ... على أثرهم من كل حبر وعالم
لما قتل عمه سعود تولى الإمارة بعده فأركب رسل السلام إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن يريد تجديد عهد الصلح والولاء فجعل ابن سعود يشدد في شروطه بأن قال لرسل حائل إني مجيبكم في كل ما تطلبون ولكني ألفت نظركم إلى ما بدا من أمراءكم السابقين فهذه كتبهم إلى الشريف ينكثون العهد بيننا وبينهم ويرموننا بأشنع التهم يقولون إننا خوارج وإننا وإننا فعلى هذا تكون شئون شمر الداخلية إلى أهلها فلا أتدخل فيها وأما الخارجية فيهمني أمرها فقد طالما أضرت سياستها بنجد ومصالحها فلا بد إذن من تنازلكم عن إدارة الشئون الخارجية في شمر واعترافكم لي بذلك ويكون الاعتراف بذلك تحريريًا لينشر بين جميع الناس ويكون معلومًا، فعاد الوفد إلى حائل يحمل شروط ابن سعود إلى أهلها وإلى أولى الأمر فيها فقبل الأهالي وأكثر المقدمين في شمر لهذه الشروط وأجمعوا على القبول لأنهم قد طالما تعبوا وملوا الحروب وأبى أولوا الأمر من آل رشيد وآل سبهان وبعض الزعماء "كعقال بن عجل، وضاري بن طوالة" ناهيك بعبيد القصر وسيدتهم فاطمة بنت سبهان فأعلنوا الحرب ولم يذعنوا لابن سعود ولا لشروطه، فعند ذلك استنفر عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل أهالي نجد وزحف إلى القصيم في شوال بجيش بلغ عدده عشرة آلاف مقاتل فأقام هناك وجعل على قسم من الجيش أخاه محمدًا وأمره أن يهاجم حائلًا وأن يطوقها بالحصار وولى نجله سعودًا على القسم