ليوثٌ إذا الهيجاء شب ضرامها ... بهم تقري غرثى السباع الضوامر
بآل سعود أظهر الله دينه ... فقد جردوا في نصره للبواتر
وقد جاهدوا في الله حق جهاده ... بحزمٍ وعزمٍ في الوغى والتشاجر
إلى أن أعاد الله دين نبينا ... على حالةٍ يرضى لها كل شاكر
فلا زال من أبنائهم نصرةً له ... ولا زال حزب الله أهل تناصر
أقول ودمع العين يهمي بعيرةً ... على الخد مني مثل تسكاب ماطر
وفي القلب نار الحزن تذكي ضرامها ... لواهبها أورت أليم السعائر
أرقت وما لي في الدجا من مسامرٍ ... يرى فيض دمعي والنجوم الزواهر
أروم لنفسي في دجى الليل راحةً ... وكيف ونومي لا يلم بخاطر
ألا ذهب الحبر المحبب في الورى ... مجدد أصل الدين غيظ المناظر
مضيِّفُ من بقصده يلق بشاشةً ... وبشرًا وجودًا في الليالي العسائر
به الجود طبعًا لا يفارق كفه ... ومن طبعه حسن الوثوق بقادر
له السبق في غايات مجدٍ وسؤدد ... وعلم وإنصافٍ وعفة صابر
وحلم عن الجاني وصدق مودة ... وإرشاد ذي جهل وقمع مقامر
ورأي سديد يستضاء بنوره ... لدى الحادثات المنصعات البوادر
أبى وخذ ما شئت من لين جانب ... لدى الصحب والإخوان أو ذي أطامر
ولكنه ليث عليه مهابة ... ولاسيما عند الغواة الغوادر
وكم من مزايا لا يطاق عدادها ... وليس بمحصيها يراع لحاصر
وليس بمحتاج إلى مدح نادب ... شمائله مشهورة في العشائر
ولكن لنا بعض التسلي بذكرها ... وحق بأن يرثى له كل شاعر
وما مات إلا بانقضاء لمدة ... من الأجل المحدود في علم قاهر
فلا جزع مما قضى الله ربنا ... وقد منح المولى مثوبة صابر
ولقد فجع الناس بموته وصلى عليه في جامع الرياض جمع لا يعهد مثله وحملت جنازته وغصت الأسواق بالناس المشيعين له ودفن بمقبرة العود وهذه مرثية قالها فيه بعض المحبين: