وصول لأرحام إن قطعت به ... صفوح عن الزلات من جهل جاهل
عفو عن الجاني عليه وجارم ... وعن نائلٍ من عرضه أي نائل
وقد كان شمسٌ للأنام منيرةٌ ... وكفهًا لعمري للهداة الأفاضل
وكان شهابًا محرقًا لذوي الردى ... وأجناد ابليس اللعين المخاتل
يرد على ذي الابتداع ابتداعه ... ويثنيه مغلولًا على غير حاصل
وسيفًا على الكفار قد سل نصله ... يفلق من هاماتهم كل طائل
من الترك والأرفاض أخبث شيعةٍ ... وعباد أوثان من اهل الغوائل
وجهميةٍ في غيرهم من طوائفٍ ... وأحزاب سوء قد أقاموا لباطل
وقد كان ردمًا دون كل كريهةٍ ... تنوب شجًا في حلق كل مماطل
وقد كان قصدًا للعناة ومجتدًا ... ووالد أيتامٍ وغيث أرامل
إذا منصفٌ يومًا تأمل حاله ... وبهجته للارتياح لنائل
تيقن أن الشيخ قد أحرز العلا ... بأجمعها سبحان مولي الفضائل
وما قلته من زاكيات خصاله ... فو الله نزر من أقل القلائل
وشهرته تكفي وأخباره التي ... يسار بها في الضاعنين ونازل
فيا عين سحي أدمعًا بعد أدمعٍ ... على وجناتي واستمري وواصل
سأبكيه جهدي ما حييت بحرقةٍ ... ويبكيه غيري من شريف وفاضل
ويبكيه أصل الدين قطب رحا الهدى ... ويشجو على تقريره في المحافل
ونشر له من بعد لف يبين ما ... أراد به الإعلام من كل فاضل
ويبكيه فروع طال ما كان موضحًا ... لمرجوحها من راجحات المسائل
ويبكيه حقًا كل صاحب سنةٍ ... من العلماء العاملين الأماثل
ويبكيه طلاب العلوم بلوعةٍ ... وأعينهم كالمستهل بوابل
على مجلسٍ ينتابه كل مبتغٍ ... لدين الهدى من ذي استماع رسائل
ومن حافظٍ تقريره بفؤاده ... وآخر بالأقلام راو وناقل
ومن قارئٍ ما يشتهي من مصنفٍ ... ولا سيما الأصل المنافي لباطل