فصيح بليغ فيصل متبحر ... أمير المعالي الغرقسي المنابر
فريد وحيد عالم متفنن ... نبيه نبيل ما له من مناظر
أديب أريب ثاقب الرأي مصقع ... فوائده تبري كلوم الضمائر
حليم كريم مشفق متعطف ... سليم طباع بل سليم سرائر
وريث أثيل الجد ذو البذل والندى ... فضائلها لم يحصها حصر حاصر
فيا لك من ندب همام سميدع ... حميد المساعي كلها والمآثر
نجيب لبيب لوذعي مهذب ... تقي نقي مخلص القلب طاهر
تفرع من قوم صدور أئمة ... جهابذة غر كرام العناصر
هم القادة الشهم الأثيل فخارهم ... حديث علاهم في صدور الدفاتر
نجوم الهدى أهل المكارم والوفا ... هداة الورى من كل باد وحاضر
لقد نصروا دين الإله وحذروا ... من الشرك طرا واقتحام الكبائر
فكم هزموا جند الضلال ومزقوا ... جموع الأعادي بالنصوص الظواهر
وكم دهموا ضدًا بشهب علومهم ... وذادوا عن الإسلام كل مكابر
فيا ابن الرضا عبد اللطيف الذي حوى ... علومًا عظامًا كالبحور الزواخر
ويا أيها الحبر الذي كان دأبه ... يري نصرة الإسلام أسنى الذخائر
إليك من البحر الطويل قوافيا ... أجل وأبهى من عقود الجواهر
أتت من محب للإخاء ملازم ... حليف وفاء ليس يومًا بغادر
حباك بها من خالص الود ذا النها ... وإن تر تقصيرًا فكن خير ساتر
فلا زلت في خير وعز ورفعة ... وعافية من كل بؤس وضائر
وعشت حميدًا في سرور وغبطة ... تدوم على رغم الحسود المدابر
ولما أن وردت هذه القصيدة على الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف كان حاضرًا في المجلس حسان السنة في وقته الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله وعفا عنه، فأجابه على لسان الشيخ عبد الله بالجواب الوافي السديد مادحًا للناظم ومثنيًا عليه.
أهاجك رسم بالديار الدواثر ... ببرقة فالوعسا فأكناف حاجر