ولكنه لم يذبحهم كلهم، ففرَّ دعيج وأكثر جنوده هاربين، وقد تركوا ورائهم ذلك القطيع من الإبل والغنم، فكان للإخوان غنيمة باردة، كل ذلك وابن سعود في الرياض جاهل بما حدث، فغضب لما بلغه الخبر وكتب إلى الدويش يؤنبه ويقول قد تجاوزتم أوامري التي تنحصر في الدفاع، فأجابه أن الكويتيين جاءوا إخوانهم صائلين، وقد وصلوا إلى مكان يبعد عنهم أربع ساعات فقط، ثم أمر ابن سعود أن تجمع الأموال التي استولوا عليها من إبل وغنم وسلاح حتى وأواني وتودع عند أمير الأرطاوية إلى أن يأتيهم أمر آخر بخصوصها، فعمل الإخوان بالأمر بعد أن أرسلوا إليه خمس من الغنائم، وكان الأمير سالم قد عرض المسألة على الوكيل البريطاني، فأشار عليه بالتسوية السلمية، فأرسل إلى ابن سعود رسولين هما "عبد الله السميط" و"عبد العزيز الحسن"، فاعتذر ابن سعود عما حدث بدون أمر منه، ثم إنه قدم إليهما خمس الغنائم الذي كان عنده قائلًا هذا أول الأداء، وإذا أركبتم رجالًا من قبلكم إلى الأرطاوية فأخره هناك يسلم إليهم.

ثم كتب ابن سعود إلى الشيخ سالم كتابًا قال فيه: إن السبب في هذا الحادث تدخلكم فيما لا يعنيكم، اعلموا أنه لا حق لكم فى بلبول أو في قرية، وإني أرى أن يقرر ذلك في عهد يعقد بيننا وبينكم فنرعاه، أما ما كان لآبائك وأجدادك من الحقوق والواجبات على آبائي وأجدادي فإني معترف به، فلما جاءه الكتاب لم يعبأ به ولا قبل بأن ترد الغنائم إليه، بل غضب غضبة يقتضي لتعزيزها عند العرب جيش كبير ولم يكن عنده سوى اليسير منه.

ولما أن كتب سالم إلى ابن رشيد يستنجده ويهيجه فيما مرَّ وبعث ابن رشيد ضاري بن طوالة بقوة من شمّر، نزل الجهراء حيث كان دعيج ورجاله فأمرهما سالم بالهجوم مرةً ثانية على قرية فقتل ابن رشيد واستمرت الحال إلى ما سنذكره في واقعة الجهراء في السنة الآتية إن شاء الله تعالى.

وفيها منع الحسين بن علي الشريف أهل نجد من الحج وأغلق في وجوههم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015