ومعتقدهم، نرجوا الله أن يحينا على ذلك ويميتنا عليه، وقد عرفناكم بذلك لموجب ذكر المشايخ في الاعتقاد والعمدة على ما ذكروه، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر وقصده إلى هجرته وانتسابه إلى الخير، طلب ما عند الله فليعتمد على ذلك قولًا وفعلًا ولا يحيط فيه لبس وترك مخالفه، ومن أشكل عليه شيء من الأمور فليردّه إلى طالب العلم المنصوب عندكم بأمر الولاية ورضى المشايخ، ونحن نعتقد أن ليس عندكم ما يخالف ذلك إن شاء الله، وإن قصدكم رضى الله، وإنما من الشفقة عليكم أحببنا التبيين لكم بذلك إنذارًا للمخالف أو المتكلم بضده، وأن من خالف ذلك بقول أو فعل فذمتنا وذمة المسلمين بريئة منه ولا يأمن البطش بنفسه وبحلاله، هذا حقكم علينا ومن أنذر فقد أعذر. (?)

نرجوا الله أن يوفقنا وإياكم للخير وينصر دينه ويعلي كلمته ويجعلنا وإياكم من أنصار دينه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه. سنة 1337 هـ. الختم السعودي.

ثم دخلت سنة 1338 هـ

ففيها في 19 جمادى الأولى توج الأمير فيصل بن الحسين الشريف ملكًا دستوريًا على سوريا، فغاظ ذلك فرنسا وأخذوا يكيدون له، وآخر ذلك أن قامت فرنسا فأخرجت مركز فيصل وهذا بمساعدة من ذوي الأغراض وممالاة من بريطانيا، فأبلغت فرنسا فيصلا شروطًا مجحفة وضربت له موعدًا ضيقًا لإخراجه وإرغامه ليعترف بها، فوقع في حيرة وآخرتها الجاته فرنسا على الخروج من سوريا في مدة 48 ساعة، فبارحها والحزن يكاد يزهق نفسه لانهدام صروح الآمال التي كان يحلم بها، فاحتلت فرنسا سوريا بعد مبارحته لها وحصول حوادث يشيب لهولها الولدان، ولا ينسى أثرها أهل سوريا على مر الليالي والأيام والدهور والأعوام، وكان ذلك في الحجة من هذه السنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015