وهيهات فقد فضح ظلمة الليل ضياء النهار، وزال عن قلوب أكثر شمر غطاء الأكدار ذلك بأن صاحب الجلالة قد أدخل خلال الحرب العظمى سفن التوحيد في شمر فشقها نصفين فعندما أعلن ابن رشيد العداء كتب ابن سعود إلى رؤساء تلك القبيلة الأصدقاء منهم والأعداء ينذرهم ويقول من كان معنا فليقدم إلينا، ومن كان مع ابن رشيد فليرحل إليه، فجاء الجواب سريعًا من المقدمين فيهم أنهم مقيمون على ولاءه، لا يلبون دعوة ابن رشيد.

فلما علم هذا السفيه أن قبائل شمر ليست يدًا واحدة معه أرسل إلى ابن سعود وفدًا يقول أنه قد تسرع وأنه آسف على ما بدا منه بل أنه راغب في تجديد الولاء.

وفيها جاء رؤساء العجمان خاضعين لأمير الإحساء الندب عبد الله بن جلوي يطلبون منه التوسط بالصلح بينهم وبين ابن سعود، وقد كتبوا أيضًا إلى الإمام عبد الرحمن بن فيصل بذلك فطلب من ابنه جلالة الملك أن يعفو عنهم، وذلك لا صدق إخلاصهم وتحقق نصحهم ففعلًا عفا عنهم وثبتوا على السمع والطاعة.

وفيها ولد الأمير ناصر بن جلالة الملك عبد العزيز، وولد فيها أيضًا نجله سعد بن عبد العزيز.

وفيها ولد أيضًا الأمير فهد نجل جلالة الملك عبد العريز وزير المعارف في زماننا هذا. (?)

وفيها قام الإخوان البدو بتشديدات يريدون بها وجه الله تعالى غير أنهم تجاوزوا الحد، لأنه لما جمع الله شمل المسلمين بصاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن جعل الله الجنة مأواه ورياضها منقلبه ومثواه، وبنى الهجر للبدو كانوا فيها متحضرين وبشرع الله متمسكين ولنبيه متبعين، جرى منهم إفراط والعياذ بالله وما زال هذا الإفراط فيهم حتى جرى منهم ما سنذكره إن شاء الله، وهذا الذي يريده الشيطان من العبد فإنه يشم قلبه فإن وجد فيه إفراطًا فإنه يأخذه بالغلو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015