ثامنًا: أخبرتك بكتابي بفتح المدينة المنورة بأنني متوجه إلى الوطن لتأديب العصاة، وسألتك: هل أنت على عهدي بك أم تغيرت نياتك؟ فجاءتني نجاجيبك بجواب منك فيه الميل إلى التقرب والمسألة، فرجوت خيرًا وعززته بالجواب الثاني، فجاء ثاني كتبك لي ومثله لوالدي ولأخي ملؤها المودة المؤكدة باليمين، وكل ذلك محفوظ فما حملك الآن على تغيير لهجتك، أمن أجل أننا نؤدب رعايانا ونصل ما فسد في قبائلنا.

تاسعًا: إن كنت تنوي الخير للمسلمين كما زعمت فاردد الذين أمرتهم ببيع مواشيهم وبنيت لهم الدور: يريد ذلك، الهجر، أخل أنت مكانك الذي وصلت إليه وانحر ديرتك ولك علي ألا أمس أحدًا من أهل نجد بسوء، إني مرسل إليك كتابي هذا مع أحد نجاجيبك وهو القسماني، وأبقيت الآخر ليأتيك بخطاب صاحب الشوكة والدي والسلام.

في 23 شعبان 1337 هـ

القائد العام للجيوش الشرقية الهاشمية

لا بد في هذا الموضع وقد وصلنا إلى هذا الحد من التعريف بتربة والخرمة اللتين أثارتا الحرب بين نجد والحجاز، فنقول: الخرمة هي على مسافة خمسين ميلًا من جبل حضن إلى الشرق وتربة على مسافة خمسة وأربعين ميلًا منه إلى الجنوب، وجبل حضن هذا هو الحد الفاصل بين نجد والحجاز، فقد جاء في الحديث: "من رأى حضنًا فقد أنجد" من هذه الوجهة.

إذن تكون البلدتان في نجد، ولكن أصحاب السيادة فيهما من أشراف مكة، فادعى الحسين أنهم من رعيته، وادعى ابن سعود أنهم من رعيته، كما أفاده التحديد مع الأهالي من بدو وحضر فيهم الأشراف تمذهبوا من قديم بالمذهب الوهابي، فعلى هذا هم من رعايا ابن سعود، وكلهم بأجمعهم لا يتجاوزون خمسة وعشرين ألفا من الأنفس البشرية.

أما الخرمة ففي وادي سبيع وتعلوا عن البحر ثلاثة آلاف قدم وخمسمائة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015