ولما أن أكد على ابنه عبد الله بالزحف كان قد كتب الأمير عبد الله في أوائل رجب إلى ابن عمه الأمير عبد الله بن محمَّد وهو يومئذ في الخرمة أو في جوارها هذا الكتاب:
بعد السلام ورحمة الله وبركاته، كتابكم رفقة عائض بن جوير وصل وعلم مضمونه وعيال مهزي الصفار نوخوا البارح على صاحب الجلالة وأخبرونا بالكون عليهم وبكسرة الوهابية، ولا شك أن العرب إذا صدقوا اللقاء كسروا المغير عليهم هذا أمر ثابت وحسب الرغبة أمر صاحب الجلالة بإنقاذ ابن مهزي فاخترنا مائتين من الجعدة مع غالب ابن عنيزة يمشون غدًا أو بعده إن شاء الله كلمة مبهمة أمير الخرمة السيد غازي الحارث من السطوة في البلاد الآن فبعد وصولي بالقوة الكافية إليكم نزودها بما تستحقه والتوفيق بيد الله، هذا ما لزم ودمتم ونحن على ممشًا في هذين اليومين، الأمير القائد عبد الله في 3 رجب سنة 1337 هـ.
مشى بعد كتابة هذا الكتاب من عشيرة إلى جبل حضن فخيم في البديع وجاء إلى ابن سعود في غرة شعبان أحد عقيلاته يخبره بذلك فكتب صاحب الجلالة عبد العزيز بن عبد الرحمن إلى الأمير كتابًا في 10 شعبان قال فيه:
قد تحقق عندي خلاف ما أخبرتني به سابقًا أي أنك عائد إلى مكة المكرمة والظاهر أنك مهاجم تربة والخرمة، وذلك مخالف لما أبديتموه للعالم الإِسلامي عمومًا والعربي خصوصًا، واعلم رعاك الله أن أهل نجد لا يخذلون إخوانهم وأن الحياة في سبيل الدفاع عنها ليست بشيء، نعم وأن عاقبة البغي وخيمة.
خير لك إذن أن تعود إلى عشيرة وأنا مرسل إليك أحد أولادي أو إخوتي للمفاوضة فتتم الأمور على ما يرغب به الفريقان إن شاء الله.
والكتاب طويل تدرك مباحثه من جواب الأمير الذي فيه كل الخبر وهو الذي قد تضمن شيئًا عجيبًا من الفصاحة ولكن لا غرابة إذا كان لديه من القوات ما غره:
من عبد الله بن أمير المؤمنين الحسين بن علي إلى حضرة أمير نجد ورئيس عشائرها عبد العزيز بن سعود دامت كرامته، وصلني خط الجناب الموقر المؤرخ 10