والعجم فتباع بأسعار باهظة وتتسرب إلى الدولة وإلى رؤساء العشائر فيهربونها إلى الأتراك والألمان في سورية وفلسطين ومن أولئك الرؤساء ماجد ابن عجل شيخ العبده أكبر قبائل شمّر، وضاري بن طوالة شيخ شمّر العراق وعجيمي السعدون رئيس المنتفق فقد كان العدو في الشام وفي بغداد يحصل بواسطتهم مهمًا كانت الأسعار باهظة على كثير من الأرزاق والذخائر التي كانت تجيء إلى الكويت للإنكليز في جنوب العراق فعلى الإنكليز إِذن أن يصادروا المهربين ويحكموا نطاق الحصار لمنع التهريب أو تخفيفه، فحاولوا لذلك حراسة خط يمتد من الكويت إلى البصرة فالناصرية، ولكن الكويت نفسها كانت أضعف حلقة في سلسلة الحصار، وكان حاكم الكويت سالم ابن صباح من كبار المستثمرين تجارة بلاده ومن المستغلين عملية التهريب.

ومع أن الكويت في حوزة الإنكليز فلم يتمكنوا من إحكام النطاق الحربي عليها فاضطروا في النهاية أن يحددوا ويحتفظوا من غير ضغط، ومع ذلك كان يتسرب إلى العدو قسم كبير منها فبذلوا الم الذي العشائر للمصادرة واشتروا كبار المهربين مثل ماجد بن عجل وضاري بن طوالة.

ولما عاد فلبي في ربيع من هذه السنة جاء عن طريق الهند والبصرة وخرج إلى البادية ينشد المصادرين، وكان في قافلته جمال تحمل أكياس الفضة والذهب، وكان ضاري بن طوالة قد انخرط في السلك الإنكليزي لقاء مشاهرات معلومة ووظيفته مصادرة البضائع التي كانت تصل إلى الشام بواسطة ابن رشيد في حائل، ولكن ضاري شيخ من مشايخ شمّر، وشمّر هي ظهر ابن رشيد فهل يلام إذا صادر أعدائه، فقد جاءه فلبي وهو في الحفر يحمل النقود عاقدة العهود وناقضة الوعود، فشكى إليه ضاري ضيق الحال وفقر الرجال والحاجة يا فلبي شديدة إلى المال، فأناخ فلبي جماله وشحذ نصحه بالفضة فابتسم ضاري، وقال والله يا فلبي نحن رجالك على السمع والطاعة وخلع طاعة ابن رشيد تحت قدميه فقال له فلبي: قوموا إِذن وارحلوا معي إلى ابن سعود، فامتثل ضاري أمره ومشى في موكبه بستين من رجاله وجاءوا مع فلبي إلى ابن سعود يتوددون ويعاهدون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015