ولما أن أراد الشريف الحسين من الأمة الحجازية أن تبايعه فكر في أي لقب يلقب نفسه به، أملكًا على العرب، أم ملكًا على الحجاز، أم خليفة للمسلمين، فقرر وأيد على ملك العرب فأوعز إلى مندوبه بمصر إذ ذاك "محمَّد شريف الفاروقي" أن يجسّ نبض الحلفاء في الاعتراف له بملك العرب، فأخبره مندوبه باقتناعهم عن الموافقة بهذا اللقب الذي يشمل بظاهره جميع العرب في عدن، واليمن وتونس والجزائر ونجد والعراق وفارس ومصر، وخلافه من بلاد العرب وخشي الحلفاء من الاعتراف بملكيته على جميع مستعمراتهم العربية، وأن يكون متابعة للحسين هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فنهضته لم تسر جميع المسلمين ولا العرب، فاعتراف الحلفاء له بذلك يغضب المسلمين وربما يقع ما يقع ولكنهم اعترفوا للحسين بملك الحجاز فقط واستقلاله ليس إلا.
ولما لم توافق الحلفاء على طلبه بقي يلقب نفسه به في كتبه ومجالسه وتلقبه جريدة القبلة وأنجاله والأشراف حتى غضب لذلك سلطان نجد.
ولما حصل التتويج والمبايعة للحسين هللت جريدة القبلة، وازدهت بتلقيب الشريف حسين صاحب الجلالة العظمى ملك العرب، ولما هللت الجريدة بهذا اللقب ستبشر به غلاة القومية، وزعماء النهضة ولسان حالهم يقول هو ذا الزعيم الأكبر هو ذا المنقذ الأعظم ولكنه ما كاد ينتشر هذا اللقب حتى جاءت الأنباء من الأحلاف أنها اعترفت بالحسين ملكًا على الحجاز فقط، والمانع من ذلك ما تقدم، وأيضًا فإن صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل غضب لذلك لأنه يدخل تحت هذا اللقب فخابر الحكومة الإنكليزية بصفتها حليفة الاثنين بان تمنع الحسين عن قصده وإلا أدى ذلك إلى مالًا خير في عقباه ففعلًا خابرت الحسين ومنعته عن تسمية نفسه بذلك "أعني أمير المؤمنين وملك العرب" فبدأت فكرته تهبط وأخذ عن هذا اللقب.