والجرحى، وأسر منهم 25 ألف مقاتل، وكذلك أرغم جيش روسي آخر على الانهزام لا يلوي أحد على أحد، وأصيب بخسائر فادحة، فاضطر الروس إلى الانسحاب، وتقدم الألمان فاحتلوا "كورلند" "ليفونيا" "أستونيا".
ولما رأت بريطانيا وفرنسا ما حل بروسيا أرادتا أن تخفف عنها الضغط الهائل الذي أوقعته عليها دولتا الوسط وأن تشقا لها طريقة لتوصيل الذخيرة التي كانت جيوشها في أشد الحاجة إليها لمواصلة القتال، فحاول أسطول فرنسي إنكليزي أن يخترق عنوةً مضيق الدردنيل، ولكن الألمان أحبطوا هذه المحاولة، ورأى الحلفاء أن يبذلوا محاولة أخرى، وذلك بأن ينزلوا قوة برية كبيرة في الطرف الجنوبي من شبه جزيرة غالبيولي، لكن المارشال الألماني "ليمان فون ساندرس" قد جعلها أمنع من عقاب الجو، فاستقبلت قوات الحلفاء بنار حاصدة عند نزولها، وأخيرًا أكرهت على الانسحاب دون أن تحرز تقدمًا مذكورًا، وقد تمكنت القوات البريطانية المدافعة عن قناة السويس بمعاونة بعض كتائب الجيش المصري من أن تصد حملة تركية على القناة وتغلغل جيش هندي بريطاني في أرض العراق، ولكن قوة تركية حاصرته وأرغمته على التسليم في كوت العمارة في أبريل سنة 1915 م.
وما زالت الحرب متطاحنة حتى خسر الجيش الفرنسي في معركة واحدة نصف مليون مقاتل، وبلغت خسائر الألمان نحو ستمائة ألف.
لما دحر الألمان الروس استميلت بلغاريا الخوض في غمار الحرب إلى جانبهم، فأعلنت الحرب على صربيا في 14 أكتوبر سنة 1915 م، وهوجم الجيش الصربي من الشمال ومن الشرق فأكره على إلقاء سلاحه بعد أن أنزلت به خسائر ماحقة، والتجأت فلوله إلى ألبانيا.
ولقد أغرق الألمان عددًا كبيرًا من السفن التجارية وسفن الركاب مما أثار احتجاج الدول المحايدة، ولا سيما الولايات المتحدة، فقد هلك بإغراق غواصة