فتىً لا يخاف الموت والحرب لائجٌ ... ولكن يخاف أن يقول فيخلف
فأنعم به والليل مرخٍ سدوله ... وأنعم به والخيل بالنبع تحذف
لباغي القرى المضطر من نصب السرى ... وآخر مكروب به القوم طوف
فلست بمحصٍ فضله إن كتبته ... ولو أن نفسًا بالمحابر ينشف
بني قاسم الهدى رثائي إليهم ... ومنظوم قولٍ طيب جين يرشف
لأنهم أجواد دهري وإنهم ... فرات فلم يظمأ الذي منه يغرف
قديمًا لهم مجدٌ طريفٌ وتالدٌ ... لهم يهتدي الطراق والريح زفرف
هم الناس فيهم خصلةً لا لغيرهم ... لأضيافهم منهم مغيم وملحف
ولولا قريض الشعر ما كان يعلموا ... ينات العلى من أين تؤتى وتعرف
قيود اللهي سبك القوافي فدونكم ... من اللؤلؤ المنضود ما هو أشرف
هي القرض أقرضنا وقد بشر الرجاء ... بأن قد يرد القرض غضا ويضعف
وأزكى صلاة الله مع سلامٌ على الذي ... به أضحت الأصنام تمحى وتنقف
كذا آله والصحب ما لاح كوكبٌ ... وما طاف حجاجٌ ولبوا وعرفوا
وقد قيل أن وفاته في شوال من هذه السنة، وقال الشاعر الفصيح المنطق محمَّد بن عبد الله بن عثيمين يرثا الفقيد المترجم لما فجع يفقده لأنه كان أسير فضله والراتع في ظل رفده رحمة الله عليهما:
برغم المعالي فارق الدست (?) صاحبه ... وثلت عروش المجد وأنهد جانبه
وأضحت بنو الآمال سهمًا وجوهها ... تقلب طرفًا خاشعًا ذل حاجبه
تقول إلى من نطلب العرف بعد ما ... على قاسم المعروف بنيت نصائبه
مضى كأقل الأيتام في كل شتوةٍ ... وموئل مس ضاقت عليه مذاهبه
أقول لناعيه إلى تجاوبًا ... بفيك الثرى لم تدر من أنت ناديه