من العمر جعل يدعو العشائر كلها إلى الاستقلال فلبت دعوته وبعد وقعات عديدة برية وبحرية مع أهل البحرين وكسرات وغلبات حازت قطر استقلالها وكادت تستولي على البحرين، وكذلك أيضًا حارب الترك فكسرهم في عدة وقعات وقتل منهم عددًا كبيرًا ولكنه لم يتمكن من إخراجهم من الحساء.
وكان مولعًا بكثرة النكاح وتجارته باللؤلؤ فكان له خمس وعشرون سفينة للغوص ويجمع المال من هذه التجارة ويبذله في سبيل البر والإحسان.
ومن إحسانه أنه كان ولوعًا في جمع العبيد وعتقهم، قيل أنه أعتق في حياته أكثر من خمسين عبدًا، وأن مماليكه الأحرار أسسوا بلدة في قطر سموها السودان، وعاش رحمه الله قرنًا ويزيد في قطر فكان أميرها وخطيبها وقاضيها ومفتيها والمحسن الأكبر فيها، وقد رثاه لما مات الشعراء وأثنوا عليه، قال الشيخ حسين بن علي بن نفيسة يرثي قاسم بن محمَّد بن ثاني، فقال هذه مرثية في شمس الفضائل ومنتهى الأماني الشيخ قاسم بن محمَّد بن ثاني مؤيد الدين وحتف المعتدين شيخ قطر المتوفى في 10 شهر شعبان سنة 1331 هـ:
لمن طلل أمست به الهوج تنسف ... عفى وخلا ممن نحب ونألب
وأحني عليه الحين بعد أنيسه ... فناح غراب البين بالبين يهتف
فلم نستبن من آيةٍ غير أورق ... عليه مطايا القدر جثم وعكف
كأن لم يكن للخرد البيض مأتما ... ولا اختلف فيه ضباءٌ وأخشف
كواعب أتراب يشاكلن بألبها ... بدور شهورٍ حين أيامٌ تنصف
ولا سماء ماء الرضاب كأنه ... جنى النحل أو إبكار كرم تقطف
ثقيلات إعجازٍ دقيقاتٍ أخصرٌ ... ويبسمن عن منضودٍ در يضعف
فروعٌ تحاكي الليل والشمس تحته ... فما الليل ممتازٌ ولا الشمس تكسف
فهيهات لا ما فات بالأمس راجعٌ ... فقم نبك من بالفضل والبذل يعرف
فآهٍ وآهٍ بعد قاسمٍ ذي الندى ... مجيب الندى للصارخ إذ يتلهف
حنانيك من للدين أرسى دعائمًا ... لطلابه يقرى ويثرى ويكهف