فأكرم بهم من عصبة الحق إنهم ... لحفظ نصوص الدين أهل تناصر
إذا ما بدا نص الكتاب وسنةً ... تنادوا عباد الله هل من مثابر
وعضوا عليها بالنواجذ فاهتدوا ... وما رغبوا لخرص الخواطر
إلى آخرها وهي عظيمة حسنة، وله قصيدة نونية في تشجيع سليمان بن سحمان في ردوده على أهل الزيغ والنفاق من أبياتها قوله:
فالله يجزيك الذي ترضى به ... من جنة المأوى مع الرضوان
ويؤيد الإسلام دهرًا طائلًا ... ببقائك فينا أخا العرفان
وكذا يسرك أن رأيت موسدًا ... قربًا وقد أدرجت في الأكفان
فلقد أتى والله كل منافقٍ ... بقوارعٍ زادت على الحسبان
فقعدوا يصدون العباد عن الذي ... خلقوا له من طاعة الرحمان
وأثنى عليه العلماء وامتدحوه بما كان عليه من الثبات ودافعوا عن عرضه مسبة كل منافق ومعاند، فنسأل الله تعالى أن يرفع درجاته في الآخرة ويسبغ عليه هناك نعمه الباطنة والظاهرة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وآمال الشريف وما انطوى عليه، نسأل الله العافية، ما زال الخلاف يشتد بين الأشراف وآل سعود حتى تولى الحسين بن علي إمارة مكة، فاستبشر العرب بعهدٍ جديد كما يتبادر من كبراء الحجاز، ولكن الرجل كان يحلم بآماله حتى أنه وقف في وجه جميع الإصلاحات التي كان يريد الأتحاديون القيام بها في الحجاز لأنه رأى من خلالها تقوية نفوذ الأتراك وشلّ يده عن العمل في الحجاز، فعرقل مد سكة حديد بين جدة ومكة، كما عرقل مد طريق مكة والطائف من جهة جبلى كرى، ولو تتبع الحسين خطته الأولى لنجح في أعماله، غير أنه طمح إلى مقاصد كبرى بمحاربة أمراء العرب والاستخفاف بهم وعدم تقديره إياهم التقدير الصحيح، فضاعت عليه الفرصة وتعرقلت أعماله التي طمح إليها ولم يأخذ الأمر بالإناءة والصبر، وكان أول خصم يهمه هو ابن سعود.