يحب في الله أهل الدين مرتجيًا ... فضلًا من الله من جودٍ وإكرام
وإن عرى الدين ثلم قام منتصرًا ... في قمع كل مجدٍ فيه أوحام
حوى المكارم عن جد أخي ثقةٍ ... وعن مكارم أخوالٍ وأعمام
ما كان في قطر من فضلٍ منقبةٍ ... إلا وقاسم فيها القادم السام
حامي على الدين حتى اعتز جانبه ... لله درك من حامٍ لإسلام
يا لهف نفسي وواحزني ووا أسفا ... على الزكي الرضي المنهل الطام
مضى شهيدًا وحيدًا في مكارمه ... لله درك من حامٍ وضرغام
لما أتاه الأعادي قاصدين له ... لم يثنه الخصم عن وردٍ وإقدام
ولا استكان لدى الأوباش عن رهقٍ ... منهم هنا لك عن ذلٍ وإحجام
لكن رماهم فأودى من رماه وقد ... لاقى المنون ولاقى ضرب مقدام
فليبكه كل ذي دينٍ ومكرمةٍ ... على الدوام بدمعٍ هامعٍ هام
إذ كان ذا طاعةٍ لله مجتهدًا ... برًا وصولًا لأيتامٍ وأرحام
وكان ذا عفةٍ عن كل مظلمةٍ ... وكل فاحشةٍ تدعو لآثام
مصاحبًا لذوي التقوى ويأ لفهمٍ ... مجانبًا لذوي الآثام والذام
فقل لقاتله بغيًا وعن أشر ... لا زلت ما عشت في ذلٍ وأسقام
لا زلت أن مت في مسجورٍ لاظيةٍ ... من السعير وفي محمومها الحام
وفيها عزل الشيخ عبد العزيز بن بشر عن قضاء بريدة وجعل في قضائها فضيلة الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وسبب ذلك أنه لما كان الشيخ عمر بن سليم إمامًا في مسجد من مساجد بريدة التفت عليه خلائق يطلبون العلم وأصبح ذلك المسجد روضة من رياض الجنة ينتابه البعيد والقريب فوشى به أعداؤه إلى القالضي قائلين أنه لا يمكن تدريس في المسجد الجامع ما دام ابن سليم بهذه الصفة عكف عليه الطلاب من كل جانب واتخذوك ظهريًا فتحركت جارحة الحسد منه وجعل رحمه الله يسعى ضد الشيخ عمر حتى ألجأه إلى أن يجلس إليه يطلب العلم فجلس الشيخ بين يديه يدرس في أعلام