الدويش لما علم بقربهم منه جاء بأهله يلاقيهم فنصب الخيام وأضافهم تلك الليلة ضيافة طيبة، ثم نحر لهم ثانية في الصباح، وقد قال الله عز وجل: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ولكن تلك الهزيمة لم يكونوا لينسوا ذكرها فقد أهدت أموالهم لسعدون هدية.
أما مبارك بن صباح فإنه لما بلغته أخبار تلك الواقعة خرج إلى قصره السره يداوي كلومه، فجاءه ابنه جابر وعبد العزيز ابن سعود وجعلا يهونان الأمر عليه، ولكنه عقد نية على استنفار أهل الكويت ثانية قائلًا سأجمع والله خمسة أضعاف هذا الجيش وسأحرق المنتق فلا يبق منها غير الرماد.
فلما رأى عبد العزيز شدة الغضب من مبارك خطر له خاطر سياسي ليمحق به كلام مبارك وهو أن يجهز أحد أولاده في جيش صغير فيسير هو معهم ويشاع أنهم ساروا يطلبون العرائف فيبلغ سعدون الخبر فيسرح عربانه فنعيد الكرة إذ ذاك عليه ونحن مدركوه بحول الله.
فما وافقه مبارك على ذلك ورفض ثانية رأيه.
وفي خلال ذلك عاد آل سبهان بسعود بن عبد العزيز بن رشيد صغير أبناءه الذي فر به أخواله إلى المدينة فرجعوا به في هذه السنة.
رجعنا إلى ذكر بيت آل رشيد لضرورة التاريخ فنقول في هذه السنة تولى إمارة حائل سعود بن عبد العزيز بن متعب بعدما عاد به أخواله آل سبهان إليها وكان مغيبًا في المدينة؛ فقد جاء دوره لسان أخواله المقالي يخاطبونه في صغره يا وليد سنرجع بك إلى حائل والإمارة لآل عبد الله.
فصفقت حائل استحسانًا لذلك مرحى مرحى وقدم هذا الأمير الصغير فتقلد الإمارة في حائل وعاد يوم آل عبد الله فعند ذلك علم فيصل المبسام ثالث أنجال حمود بن عبيد وقد كان أخوه سلطان قد جعله أميرًا في الجوف حذرًا منه وإبعادًا له