والقطيعة فاستهلت هذه السنة في دعوى العرائف وخروجهم على ابن سعود والجوع الذي استمر في أول هذه السنة فإنه اشتد الجدب والشدائد فخسر ابن سعود مبلغًا جسيمًا من الأموال والإبل والمواشي ولم يكن لديه ما يمكنه من الحرب للعدو وغزوه.
ففيها ثار حزب الاتحاد والترقي بعدما خلع السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد وتولى السلطنة فيها السلطان محمد رشاد الخامس مقيدًا بالدستور وأضحت السلطة المطلقة بيد رؤساء من جمعية الاتحاد.
وبسبب هذه التقلبات جعلت الدولة العثمانية تنظر إلى العرب بعين الحقد والغضب وجعلوا يوجهون قواهم ودسائسهم لخضد شوكة كل من يرونه فيه قوة ويخشون أن تلتم عليه الأمة العربية.
وأول من يهمهم أمره وأخصوه بقسم وافر من دسائسهم هو عبد العزيز بن سعود ليقضي الله أمرًا كان مفعولا وكان من الثورات أن جهز سعدون حملة كبيرة ضخمة على مبارك بن صباح وكان بعض الزملاء قد وعدوا مباركًا بالمساعدة الفعلية لكنهم خذلوه فأمسى منفردًا في الورطة، فأرسل يستنجد ذلك الشاب الذي يدعوه يا ولدي ألا وهو عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي شب في ظل مبارك غير أنه كان في ورطة أكبر من ورطة مبارك وكان قد اهتم بأمر العرائف، ومع ذلك فقد مشى إلى طلب الشيخ مبارك وقصد الكويت بجيش صغير من العربان وفيهم بعض العجمان.
ولما أن وصلها وافى مبارك بن صباح قد جهز ما لديه من القوة لمحاربة سعدون فأشار عليه عبد العزيز بالتربص وقال ليس بيننا وبين الرجل خلاف حقيقي يوجب الحرب وإني أرى مسالمته أحرى والمسألة خفيفة وأنا أتوسط بينكم وبين السعدون فشق ذلك على مبارك وما سمع لهذه المشورة وإن كانت صادرة من ناصح وعون له في الشدائد.