وشدد الوطأة على الأغنياء حتى عزم على قتلهم، ثم إنه بدا له بعد ذلك أن يسبي أموالهم، وجعل عليهم ضرائب أرهقهم بها، ولقد فرح بقتله المسلمون حتى قومه من شمّر، وذلك لما كابدوه من الأهوال والحروب معه، ولما قتله الله على يدي جلالة الملك ابن سعود، وتحقق قومه قتله، أطلقوا أعنة ركابهم فارين منهزمين إلى حائل ولم يرى ابن سعود تتبعهم، فما أذن لرجاله أن يتعقبوهم.

وكان سنه يوم قتل خمسين عامًا، وقد أنشأ الأديب الشيخ حسن بن علي بن نفيسة الحنبلي قصيدة في قتل ابن رشيد وما جرى لابن سعود من النصر، وهي هذه:

لك الحمد يا منان والفضل والشكر ... لقد قلت أن العسر يتبعه اليسر

ففرجت عنا الكرب من بعد ذلنا ... تفضلت بالأنعام إذ مسنا الضر

ترينا بعدلٍ منك إظهار عجزنا ... فتعطف بالحسنى علينا فتستر

فتحت لنا فتحًا وأظهرت أمرنا ... وقدرت منا الحد فاعتدل النصر

لقد حشدوا أهل الشقاق وألبوا ... جنودًا كأوباش الحما لها القفر

نجوم نفاق في قرى نجدنا بدت ... ولكن خفت لما سمي فوقها البدر

وكل على ساق العداوة قائم ... حراصًا لو اسطاعوا لنا فرصة كروا

وقد أجهد الطائي في حرب شيخنا ... وحاول أمرًا والإله له أمر

وكاد ولم يترك خنا وخديعة ... ولم يدر أن السوء يمحقه المكر

أتى بطغام أعسرين وأنهم ... لدى القرن ميل إذ يصادمهم نفر

وساقهمو سوقًا حثيثًا لحينهم ... ففاتهم الإقبال وأنهتك الستر

نشا العارض النجدي يبرق غدوة ... كعارضٍ عاد حالك قذفه جمر

ولكنه للمسلمين مسرة ... وبالعكس للطاغين يمطرهم شر

بوارقه حد الضباة ورعده ... قواصف من أفواه ما أنتج الكفر

فسيَّره الرحمن قصدًا إليهم ... وميكاله ليث الشرى ويعضل الكسر

إذا فل يومًا للمعادين راية ... عليها عقاب الطير حلق والنسر

نصف على كل الخميس كواسر ... وفي ظلها يشتد من ضمه الجمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015