وقفت عليه حاسر الرأس خاشعًا ... كأني حيال القبر في عرفات

أبنت لنا التنزيل حكمًا وحكمةً ... وفرقت بين النور والظلمات

ووقفت بين الدين والعلم والدجا ... فاطلعت نورًا من ثلاث جهات

وقفت لها نوتو ورينان وقفةً ... أمدك فيها الروح بالنفحات

وخفت مقام الله في كل موقفٍ ... فخافك أهل الشك والنزعات

وأرصدت للباغي على دين أحمد ... شياة يراع ساحر النفثات

مشى نعشه يختال عجبًا بربه ... ويخطر بعين اللمس والقبلات

بكى الشرق فارتجت له الأرض رجةً ... وضاقت عيون الكون بالعبرات

بكى عالم الإسلام عالم عصره ... سراج الدياجي هادم الشبهات

فيا ويحٌ للشورى إذا جدَّ جدها ... وطاشت بها الآراء مشتجرات

فيا ويحٌ للفتيا إذا قيل من لها ... ويا ويح للخيرات والصدقات

بكينا على فردٍ وإن بكائنا ... على أنفسٍ لله منقطعات

تعهدها فضل الإمام وحاطها ... بإحسانه والدهر غير موات

وممن توفى فيها من الأعيان الشريف عون الرفيق أمير مكة الشرفة من قبل الدولة العثمانية إذ ذاك، وهو عون بن محمد بن عبد المعين بن عون، ولي إمارة مكة ثلاثة وعشرين سنة، قضاها بحسن حظٍ وقد ظفر بكل من ناواه حتى أبعد الحسين بن علي عن مكة بعدما كان مقيمًا بها في أيام عمه عبد الله بن محمد، وانضم الحسين إليه ليعيش في كنفه، فلما تولى الإمارة الشريف عون، عمل على إبعاد الحسين من مكة، لما يأتيه الحسين من التأليب عليه والكيد له في الخفا حتى تغلب الشريف عون عليه وألجأه إلى الرحيل إلى الأستانة.

ولما توفى عون في هذه السنة تولى إمارة مكة بعده الشريف علي باشا، ولكنها لم تطل إمارته، فقد عزل بعدها بسنتين.

وممن توفى فيها من الأعيان: يوسف بن عبد الله آل إبراهيم عدو ابن صباح، فيقال لابن صباح: خلالك الجو، فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015