الشيب، وما زال يتقدم حتى أصبح يحكم نحو مليونين ونصف من البشر وكان عنده أربعمائة ألف بندقية وعنده مائتا مدفع متنوعة جبلية رشاشة وجيشه النظامي خمسة آلاف ويستطيع أن يجند ثلاثمائة ألف من المجاهدين، ويصنع له قصر غمدان من صنعاء نوع الفشك والإطلاق كل يوم أربعة صناديق يحتوي الصندوق على ألف فشقة وكانت جنوده تجلب الرصاص ويستخرجون من أرضهم ملح البارود وكان يقول عندنا المدافع والرجال وعندنا فوق ذلك المال.

نعم كان عنده كنوز عظيمة مرصودة فهو غني جدًا عنده في كل بيت من بيوته في بئر الغرب خزنة من الذهب والفضة لذلك تسمع الحرس في الليل يتبادلون كل ساعة كلمة الأمان.

وعنده في شهارة في قنن الجبال هناك كنوز لا يعرف الطريق إليها سواه.

وإذا كانت الطريق، فالحجر الذي هو باب الكنز لا يعرفه سواه، وإذا عرف الحجر فلا يستطيع أن يرفعه أحد سواه لأنه موضوع في شكل سره مفتاحه عند الإمام، وكان أهل الجبال يعدون له كرامات وخوارق عادات، كما جهل عليه مرةً أعرابي من جنده وجعل يتهدده خارج القصر بالبندقية، فطل عليه يحيى وقال في رأسك، فلما كان من آخر النهار، نام الأعرابي وقد جعل البندقية معه طولًا فيها طلقًا فتحرك في نومه فوافق الريشة فثارت في رأسه، فكان يغتر بذلك وأشباهها من الأمور من يعتقد فيه، ولولا أنه كان بخيلًا لكان له حالة ليست لغيره وتقريب المسألة أنه داهية مخادع بحيله العجيبة ونكته البديعة الغريبة.

ذكر واقعة البكيرية والشنانة وما جرى فيهما من الخطب الفادح

قد تقدم ذكر ذهاب ابن رشيد في آخر السنة التي قبلها وسيره إلى العراق والتجائه إلى الدولة العثمانية، ولما أن استنجدها واستنفر شمّرًا هناك انضاف إلى ما خالط الأتراك من الاضطراب الشديد، خضوع القصيم لابن سعود الذي تعده من جملة الممالك، فعند ذلك أجابت الدولة طلب ابن رشيد وذلك منها أنها لما رأت أنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015