ولما أن استقال رجع إلى وطنه البصر وسكنه حتى مات، رحمة الله تعالى عليه في سنة 1304 هـ.

ومن علماء بريدة محمد بن إبراهيم بن عجلان في آخر القرن الثالث عشر وأول الرابع عشر تقدم ذكر جم غفير منهم.

وسيأتي في تاريخنا هذا ما هو من أعجب العجاب في ذكر العلماء، فعليك أن تلقي السمع وترى بعين البصيرة ما أنتج القصيم، بل ما أنتجت نجد من العلماء الفطاحل لتقارن بين الأزمان وترى أن الله تعالى ابتلى المسلمين بذهاب علمائهم بحيث يقتطفهم الموت وهم في سن الشباب والكهولة، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

ومن علماء الدين الشيخ عبد الله بن حسين بن صالح أبا الخيل، كان زاهدًا ورعًا وموطنه قرية المريدسية، وكان في أواخر القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر، ووفاته قريبًا من ربع القرن الأول، ومنهم الشيخ عيسى الملاحي ووفاته في منتصف هذا القرن.

أما أمراؤها فمنهم الأمير حجيلان بن حمد آل عليان، تولى إمارتها مستقلًا فيها زمنًا طويلًا، ثم إنه خضع لإمامة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، فلبث أميره فيها وأمير نجله سعود وعبد الله بن سعود حتى عاث إبراهيم باشا في نجد بالفساد، وقتل العلماء والأمراء، فحمل معه حجيلان أمير القصيم وتوفى في المدينة عن عمر فوق الثمانين، وكان شجاعًا مقدامًا، استطاع أن يتقلب في الإمارة ما يزيد عن خمسين سنة، ومن صرامته وشجاعته أنه لما زحف سعدون بن عريعر معه بنوا خالد والظفير وبوادي شمر وبوادي عنزة، ونزل ببريدة وحاصرها وقد خان بعض أهلها البلد برئاسة سليمان الحجيلاني ورجال آخرين، مضى الأمير حجيلان فضرب عنق سليمان وقتله، فسكتت المتحركات وثبت معه أهل البلد، فلبث سعدون محاصرًا لبريدة مدة أشهر تزيد على أربعة، ويجري فيها وقعات، غير أنه لم يحصل على طائل.

ولما أن كان سعدون ومن معه من الجنود ينتظرون بفارغ الصبر تسليم بريدة، إذ بضرب الدفوف في ليلة من ليالي الحصار، فسأل سعدون ما هذا فقيل له هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015