قال الصادق المصدوق "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ" وأي اغتراب أعظم من هذا الاغتراب.
ثم أطال إلى أن قال فقد علمت كلام الصادق المصدوق، فلا يكون قول الغير في نفسك أعظم من كلام نبيك، فما حجتك يوم القيامة إذا قال الله لأي شيء أطريت رسولي ورفعته فوق منزلته، أتقول سمعت في الأشعار خلاف قوله فاتبعتها، أم تقول لم يبلغني كلام نبيك، أعد للسؤال جوابًا.
ثم قال: وفي بعض الآثار كلمتان يسئل عنهما الأولون والآخرون "ماذا كنتم تعبدون" "ماذا أجبتم المرسلين" ويكفيك الميزان السوي العادل في كل فعل وقول صدر من الناس، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد" وهذا الحديث أصل من أصول الدين، فمن تأمل ما في مطاويه، وتفهم أصوله ومبانيه، استوحش من كثير عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله ثم أطال وأطنب.
وله مؤلف مختصر برئ فيه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مما رماه به أهل الإفك والضلال من الكذب، وكانت فوق ما قيل فيها، أعني تلك الكلمات، وعلى من أحب ذلك مراجعتها.
ومن كلامه في ذلك المؤلف قوله: وكثيرًا ما يضعون من مقداره ويغضون ما رفع الله من مناره منابذةً للحق الأبلج وزيفًا عن سواء المنهج، والذي يقضي به العجب قلة إنصافهم وفرط جورهم واعتسافهم وذلك أنهم لا يجدون زلة من المنتسبين إليه ولا عثرةً إلا نسبوها إليه وجعلوا عارها راجعًا إليه، وهذا من تمام كرامته وعظم قدره وإمامته.
وقد عرف من جهالهم واشتهر من أعمالهم أنه ما دعا إلى الله أحد وأمر بمعروف، ونهى عن منكر في أي قطر من الأقطار إلا سموه وهابيًا، وكتبوا فيه الرسائل إلى البلدان، بكل قول هائل يحتوي على الزور والبهتان.
ومن أراد الإنصاف وخشي مولاه وخاف، نظر في مصنفات هذا الشيخ التي هي الآن موجودة عند أتباعه، فإنها أشهر من نار على علم وأبين من نبراس على