صباح، وكان مبارك لما قتل أخويه واستولى على الكويت قام عليه الأعداء من كل جانب، وأهمهم يوسف آل إبراهيم، جعل يؤلب عليه كما قدمنا، وكان مسموع الكلمة لأنه تاجر كبير من تجار اللؤلؤ، وأغنى أهل وقته، فبذل ثروته وجهده وجازف في حياته طلبًا للأنتقام من مبارك، وسافر إلى قطر والبصرة وحائل والحجاز يحرض الأمراء والحكام على خصمه، فكان قاسم بن ثاني ممن نقم على مبارك في اغتصاب الملك وأمر يوسف أن يذهب إلى محمد بن رشيد ويستنجد به، وكتب قاسم كتابًا إلى محمد بن رشيد، فزين له احتلال الكويت ويعده بالمساعدة الحربية.
وبما أن محمد بن رشيد كبير العرب يومئذٍ عقلًا وحنكةً واقتدارًا فإنه لم تستفزه كلمات ابن ثاني ولا يوسف وأمواله، بل أوصى إلى ولي عهده من بعده وابن أخيه عبد العزيز بن متعب ألا يطمح بأنظاره إلى الكويت، ولكنه لم يحفظ وصية عمه بل عمل بضدها، ولما أن قدم عليه يوسف بن عبد الله أعظم الهول، وجاء بأحد ابني المظلومين، لباه عبد العزيز بن رشيد ونزل في بيت من بيوت بريدة في القصيم، وبذل الأطماع.
ففيها انتدب الحاكم عبد العزيز بن متعب لمقاومة ابن صباح، وجعل يشن الغارة على الكويت تمهيدًا للهجوم والاستيلاء، لأنه طمع بالاستيلاء على الكويت وهو يبغي منفذًا على الخليج وذلك بسعي يوسف بن إبراهيم ولقد علم مبارك بالقصد الأكبر وما تقدم من التأليب عليه فأخذ يقلب الحيلة في الفكاك من عدوه والانتصار عليه هذا ويوسف يستنجد القبائل ويستجيشها بالأصفر الرنان ويشحذ عزمها ببذل الحطام على مقاومة ابن صباح ويؤلب.
فلما رأى مبارك ما تفتق عليه من الشر أرسل رسله إلى العراق مستنجدًا بالدولة العثمانية فوجد يوسف قد سبقه إليها وأغراها بالأطماع فأرسلت الدولة حملة مؤلفة من أربع طوابير إلى بلد الزبير ضد مبارك بن صباح وجعلت تهدده وتوعده.