المسلمين، وكان من أشهر خطباء مصر في الأندية، وكانت خطابته في الأمور الدينية والسياسية والاجتماعية.
وفي هذه السنة رحل الحسين بن علي الشريف وأسرته إلى الأستانة، ومن بينهم نجلاه فيصل وعبد الله، وذلك حينما تلقى الحسين دعوة السلطان عبد الحميد، فنزلوا في القصر الفخم الذي أهداه السلطان لهم، وعين عضوًا في مجلس شورى الدولة، وقضى أولئك الأنجال زمن الشبيبة في الأستانة عاصمة ملك الدولة، يدرسون على أساتذة خصوصيين، وكان يتردد على قصرهم رجال الدولة ويجتمعون بالعظماء والأدباء من مشاهير الترك، وأكسبهم ذلك خبرة واسعة.
وفيها عزم محمد بن رشيد على جعل ابن أخيه عبد العزيز متعب ولي العهد من بعده، ذلك لأن محمدًا عقيم، وجعل يوصي ولي عهده بوصايا نافعة تعود عليه وعلى الرعية بالصلاح والأمن، وسيأتي ذلك في التي بعدها إن شاء الله تعالى.
هذا ولا تزال الحركة الدينية في القصيم في غاية النشاط والتقدم، وكان لدى أهل الدين في ذلك الوقت قوة عزيمة وصدق مع قلة المساعد وضعف المعاضد، ولكنه كما قيل من كان مع الله كان الله معه، ومن عامل الله فما فقد شيئًا، فنسأل من بيده أزمة الأمور أن يلطف بأوليائه وينصرهم ويظهر دينه ويعلي كلمته ويذل أعدائه، ويرفع يده عنهم ويريح البررة، ويمحق الفجرة إنه على كل شيء قدير.
ففيها هدمت وأزيلت الحنفية التي كانت في موضع الصفا من مكة، وأزيل أيضًا معها من الحنفيات غيرها، من الحنفيات التي كانت خلف المدارس على مسيل وادي إبراهيم، وذلك بسبب كون الذين كانوا يتوضؤون منها يلوثون أبواب المسجد الحرام بالوحل الذي يتراكم من فضلات المياه المستنقعة هناك.
وفيها في 3 رجب توفى الأمير محمد بن عبد الله بن رشيد على فراشه، ولم يكن