أبن ثاني لإخراج الدولة التركية من الأحساء، فأوقف خمسة عشر يومًا في الهفوف ثم استدعى إلى بغداد فكان بعد التحقيق بريئًا، ولكنه بعد هذا أبى أن يعود إلى منصبه، أما الإمام عبد الرحمن فبعد تلك المفاوضات رحل بأولاده إلى الكويت فمنعهم محمد بن صباح من دخولها، وكان يومئذٍ أميرها، فعاد عبد الرحمن بأولاده إلى البادية، وأقاموا بضعة أشهر مع العجمان:
فضاقت به البلدان يسعى لعزه ... وما الأمر إلا بتقدير خالق
رحلنا من بلاد نشأنا بظلها ... على الرغم منا بالجهود الطوالق
إلا أيها الدهر المشتت للهوى .... رويدك لا تغدق بمر المذائق
تريد لنا أمرًا والله ضده .... وأمر إله الحق فوق الخلائق
عسى الله ذو العز القديم بديلها ... بكل الذي يهوى وثيق العلائق
ثم أنهم أموا قطر بلاد ابن ثاني فأقاموا فيها شهرين، وكانت الدولة لا تزال تبغي عقد اتفاق مع ابن سعود لتأمن من حركاته وسكناته، فأرسلت بواسطة متصرف الأحساء إليه يستدعيه إليها، فلبى دعوة المتصرف.
وقد تم بعد ذلك الاتفاق على أن الدولة تدفع إلى عبد الرحمن بن فيصل ستين ليرة مشاهرةً وأن يقيم وعائلته في الكويت، فقبل ابن صباح إذ ذاك أن يتوطنوا بلاده واستحب الإمام عبد الرحمن بن فيصل سكني الكويت لأنه قريب من نجد والأخبار تصل إليه فيه بسرعة.
وأيضًا كان فيه آمنًا من تسلط الأعداء، فليس لأحد عليه فيها اتصال بما يكره لا من جهة الدولة ولا من جهة ابن رشيد، وكان في الكويت يعيش في أرغد عيش وأنعم بال، وإنما أخذ معاش الدولة الذي قلما كانت تدفعه إليه لأجل تسكين الثوائر مع أن الكويت في طرفهم، والولاية لهم فيه ظاهرًا.
ففيها استقر الإمام عبد الرحمن بن فيصل وعائلته في الكويت بعد الاتفاق على