ثقة عارفًا، وكان مع ذلك سخيًا جوادًا يعطي العطاء ويبذل المال للهِ، وفي ابتغاء مرضاته ومعاضدًا لابن عمه الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وردأً وموازرًا، ذلك لأنه تخلل زمنهما فتن واختلاف كثير بسبب الولاء والبراء، وكثر المعاند وقل المساعد، فثبت الشيخ محمد المترجم وناصر ابن عمه، ولما عرض عليه أمير بريدة وضيفه القضاء في بريدة عوضًا عن الشيخ محمد بن عبد الله بعدما سافر هذا إلى عنيزة لسوء التفاهم بينه وبين الأمير رفض المترجم ذلك.

أما مشايخه فإنه أخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وعن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين، ولا تزال الرسائل تتردد بينهم وناهيك بهؤلاء المشايخ والعلماء، فضلًا وشرفًا، وأخذ عن غيرهم ودرس وأفتى وعلم وانتفع بعلمه الموفقون من الأنام، وترددا إلى مجالسه وتعليمه هداة أعلام، فأخذ عنه الشيخ عبد الله بن محمد بن فدا العالم الزاهد ذو الفضل والمحامد، وأخذ عنه الشيخ عثمان بن حمد بن مضيان، كان على قضاء أبي عريش، وأخذ عنه أيضًا ابنه إبراهيم بن محمد بن عمر، وأخذ عنه أيضًا الشيخ إبراهيم بن حمد بن جاسر، وذلك في بداية أمره، وأخذ عنه أيضًا صالح بن كريديس، وأخذ عنه سليمان بن عبد الله بن حميد، وأخذ عنه أيضًا عبد الرحمن بن غيث، وهؤلاء الثلاثة أدركتهم وأتفقت بهم، وكانوا طلاب علم موحدين متمسكين بالسنة، وأخذ عنه قاضي القصيم الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، وأخذ عنه فضيلة الشيخ القاضي عمر بن محمد بن سليم، وأخذ عنه غيرهم، وكان مسددًا في أقضيته وفتاويه وتصديراته مهابًا موقرًا عاقلًا ذا رأي ومعرفة.

ومن غريب ما ذكر عنه أن صاحب هذا البيت الذي يقول

وابعث على يد من ترضاه من بشرٍ ... رزقي وصني عمن قلبه قاسي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015