فألقوا القبض عليهم وقيدوهم بالحديد ورجعوا بهم إلى بلدة حائل، ولما أن كان بعد رجوعهم بثلاث جمع جموعة وجنوده، وزحف بجيش خميس من حائل إلى الرياض؛ ومعه آل سعود لبث سالم بن سبهان في مركزه، وكان أهل القصيم لما أن بلغهم خبر الحادث الذي جرى بين الإمام عبد الرحمن الفيصل وبين سالم السبهان، كتبوا إلى عبد الرحمن بن فيصل يعاهدونه على السمع والطاعة والتعاون والتعاضد، وحينما مر ابن رشيد في مسيره بالقصيم، وقف أهل القصيم في الطريق وصدوه عن جهته فوعدهم وعاهدهم بأنه سيعطيهم بادية مطير مضافًا إليها الخوة التي كانت تفرض على الحجاج، وسول لهم فرضوا بذلك وتركوه وشأنه رافضين عهودهم مع عبد الرحمن الفيصل، ثم إنه والى زحفه إلى الرياض بعدما جاوز القصيم، ونزل على الرياض بجيشه فحاصرها أربعين يومًا ونهب كل ما وجده في ضواحيها من إبل وأغنام، وقطع نخيلها ودمر بساتينها وشدد الحصر عليها وأهلها يدافعون عنها أشد الدفاع، وأخذ يغير على طرق تموينها وأهالي القرى المنعزلة له المحيطة بها فيدمر مزارعهم ونخيلهم حتى قيل أنه قطع ما لا يقل عن ثمانية آلاف نخلة، وبعد أربعين يومًا قضاها ابن رشيد في مثل هذه العمليات العقيمة، اقترح على عبد الرحمن أن يتفاوضا لعقد الصلح وتسوية الخلافات بالحسنى فوافق على ذلك الإمام عبد الرحمن، وخرج من الرياض وفد مؤلف من محمد بن فيصل، والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف رئيس القضاة، والشيخ حمد بن فارس، ومعهم نجل عبد الرحمن بن فيصل عبد العزيز بن عبد الرحمن وعمره إذ ذاك في الحادية عشرة، وبعد المفاوضة تم الصلح على أن تكون إمارة الرياض وتوابعها من بلدان العارض والمحمل وسدير والوشم وبلدان الجنوب من الخرج والأفلاج والحوطة والحريق تابعة للإمام عبد الرحمن، وأن ينقل ابن رشيد حاميته من الرياض، وأن لا يكون لابن رشيد نفوذ في الرياض ولا غيرها من البلدان التي وقع الصلح عليها وأن يفرج عن الأسراء الذين اتقلهم من آل سعود، وعلى أن يخلي الإمام عبد الرحمن سبيل الأسرى الذين كانوا عنده في الرياض سالم بن سبهان ورجاله ورجع ابن رشيد إلى حائل، وكان