العلم، وحاصل هذا النزاع أن المخالفين للشيخ يقولون بجواز التوسل إلى الله بذوات العلماء والصلحاء، وجواز السفر إلى بلدان المشركين والإقامة بها، ويقولون أن الهجرة منقطعة لقوله - صلى الله عليه وسلم - لا هجرة بعد الفتح ولكن جهادٌ ونية.
ولا ريب أن هذه الأقوال مطروحة، وهذا الحديث يفيد أنه لا يهاجر من مكة بعد ما فتحت وكانت بلادًا إسلامية.
وقد نتج عن هذا الخلاف افتراق وتحزب لذلك أحزاب، وتوترت العلاقات بين القائلين بالجواز والمانعين منه، حتى كان لكل طائفة ردود ومؤلفات وانتصارات، وامتدت هذه المحنة قريبًا من ربع قرن، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والمسألة يطول شرحها وتفاصيلها، وتحتاج إلى بسط لا يتسع له هذا الموضع.
ولا ريب أن الحق الذي لا مرية فيه هو ما كان عليه الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وأتباعه رفع الله قدره وأشاد في العالمين ذكره، وما كان مع المخالفين ما يستند عليه، وندين الله تعالى بقول الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم: ونعتقده ونسأل الله تعالى الثبات عليه إلى أن نلقاه إنه جواد كريم.
ففيها في 2 ربيع الثاني توفى الإمام عبد الله بن فيصل رحمه الله وعفا عنه (?)
وهذه ترجمته:
هو العاهل الهمام والرئيس المقدام عبد الله بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود البطل الشجاع، كان هو القائد العام للجيش السعودي في حياة والده فيصل، موفقًا في حروبه إذ ذاك، ولا تزال رايته خفاقة منصورة كما قد جرى ذلك في الواقعات المتقدمة.