وفيها جدد السلطان عبد الحميد باب العنبرية، وزاد في السور الذي عمّره السلطان عبد العزيز قبل هذه السنة بعشرين سنة، وكان عبد العزيز قد جعل ارتفاع هذا السور الكائن بالمدينة المنورة نحوًا من 25 مترًا، وبني فيه أربعين برجًا تشرف على ضواحي المدينة للدفاع عنها، وفي هذا السور كثير من معدات الكشف وأبراجه مشحونةً بالمدافع والذخائر الحربية، وفي غربي هذا السور سور آخر أوسع منه يحيط بالبيوت التي خارج السور الأول في غربه وجنوبه، ويبتدئ من البقيع في الجنوب الغربي، وينتهي بالقلعة التي أنشأها السلطان سليمان بن السلطان سليم سنة 939 هـ.
في هذه السنة أكثر ابن رشيد من الغارات حتى نفذ إلى أراضي يلي وجهينة في الحجاز، ولما أن عاد إلى حائل من هذه الحملة وجد عبد الله بن فيصل مريضًا، وكان يظهر احترامه وتعظيمه، فأذن له بالرجوع بعدما عاهده على أن يكون أميرًا في الرياض، ولم يكتف برجوعه إلى الرياض بأن يكون أميرًا فيها فحسب، بل يكون مضافًا إليه العارض والمحمل والشعيب وبلدان الجنوب، ولم يسمح بعودته فقط، بل أعاد إليه جميع حقوقه في حكم بلاده، فسار عبد الله بن فيصل وأخوه عبد الرحمن إلى الرياض ولكن أين هم وذاك.
فقد زعم بعض الرواة بأن ابن رشيد قد نفذ أمره بدس سقية سمية جعلت لهما في فنجان القهوة، تقضي عليها بعد ثلاثة أشهر، فأما عبد الله فإنه أساغها، وأما عبد الرحمن ففطن لها وألقاها في العراء بعدما وصلت إلى فمه، فأثر عليه ناسورًا تحت لسانه غير أنه سلم منها (?) ولما أن كان في اليوم 12 من ذي الحجة، سارا إلى الرياض من عنده محفوفين بالكرامة فودعهما، ولما أن كانا يسيران في أثناء الطريق اشتد على عبد الله مرضه، فكان ينتف شعر رأسه بيديه، وما وصل إلى الرياض حتى