يحمل هذا النبأ الفظيع، علم الإمام عبد الله بن فيصل وأخوه عبد الرحمن بمقتل آل سعود، فحزنوا لذلك حزنًا شديدًا، وكانوا معتقلين هناك، فقام محمد بن رشيد يحلف لهم الأيمان المغلظة بأنه لم يأمر سالم بقتلهم وإنما استبد هو من دون أن يعلم، ثم عزله عن إمارة الرياض، وجعل مكانه فهاد بن رخيص من كبار شمر وتظاهرا بالخجل أمام الناس من ظلم بن سبهان.
وكان لما جاءه الخبر وعبد الله بن فيصل إلى جانبه، تأثر عبد الله لهذا الأمر، فأشار محمد بن رشيد إلى لسانه يحذر عبد الله من الكلام ويعدهم أنهم لا يرون بأسًا ما داموا قد ملكوا ألسنتهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وسبحان المتصرف في خلقه على وفق مراده؛ بينا أن محمد بن رشيد نجده قبل هذه السنة بست عشرة سنة ينزل على الإمام عبد الله وافدًا متواضعًا تحت سلطانه أذابه في هذه السنة يقتل أهل بيته ويعامله معاملة الأسير تحت ضغطه وسلطانه في حائل، قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].
ونحن نشير إلى سياسة ابن رشيد نحو آل سعود بأنه لم يقتل سالم بن سبهان، ولم يقصه عنه بل عزله عن الإمارة وادخره صارمًا مسلولًا لمثلها.
وفيها ولد الملك فيصل بن الحسين بن علي الشريف الهاشمي، وكانت ولادته في مكة المشرفة وأمه الشريفة عابدية كريمة الشريف عبد الله باشا بن محمد بن عون، وقيل أن ولادته في التي قبلها ولعله الصحيح.
رجعنا إلى ذكر الإمام عبد الله بن فيصل فنقول: كان قد انقضى عشرون عامًا منذ خلف والده الفذ على عرش بلاده كوارث شرعي للدولة السعودية التي امتدت من جبل شمر إلى ساحل عمان ومن الخليج العربي حتى الحجاز، وحدود اليمن، واستطاع بعجزه وعدم جدارته بهذه التركة الواسعة أن يبدد هذه المملكة، ولم يتورع عن طلب المعونة الأجنبية لتثبيت عرشه المتداعي، وكانت النتيجة أن ضم أولئك الأجانب لبلادهم، البلاد التي جاءوا لإنقاذها ولم يبق في يده سوى منطقة