الخ. وهي طويلة حسنة، قلت وقد أخطأ الإمام عبد الله بن فيصل بهذا الصنيع، والله يغفر له، ولعل الباعث لذلك منه هو ردع المخالف لأوامره، لئلا يتساهل الناس بالخلاف.
ففي هذه السنة هجم أبناء سعود على عمهم الإمام عبد الله بن فيصل فقبضوا عليه وألقوه في السجن، ذلك لما في تلك النفوس من الحقد على بعضها البعض، وكأنهم ورثوا تلك العداوة عن أبيهم سعود بن فيصل، فلما سجن الإمام عبد الله دبّ محمد بن عبد الله بن رشيد من حائل يقتطف ثمار الخلاف كعادته، فجاء فزعًا لعبد الله بن فيصل من أبناء أخيه الثائرين، وكتب إلى رؤوساء البلدان في نجد يسفه عمل أبناء سعود، ويدعو لنصرة الإمام عبد الله من هذه الأيادي الجائرة، فانخدع له الناس ولبوا دعوته مسرعين، وزحفوا معه إلى الرياض لإنقاذ الإمام كما ادعى، ولما أن دنى يمن منها معه من الجنود، ووصلوا إليها خرج إليهم وفد من الرياض للمفاوضة، يرأس هذا الوفد عبد الرحمن بن فيصل، ولما بحثوا في الموضوع قال محمد بن رشيد كلا فما قصدي والله غير أن أخرج عبد الله من السجن وأن تكون الولاية في بلدكم لكم يا آل سعود، ثم عاهدهم على ذلك، فلما رأى أبناء سعود اتحاد الناس عليهم طلبوا الأمان من ابن رشيد فأمنهم على دمائهم وأموالهم، فغادروا إلى الخرج، وبعدما دخل ابن رشيد الرياض واستولى عليها ظهر في مظهر الفاتح القهار، فأطلق عبد الله بن فيصل من السجن وأرسله وأخاه عبد الرحمن وعشرة آخرين من آل سعود إلى حائل أسراء، ثم أقام سالم بن سبهان أميرًا على الرياض، وكان سالم بن سبهان هذا رجلًا ظلومًا لا يخاف الله ولا يتقيه عياذًا بالله، وهو من آل سبهان الذين هم إخوان الرشيد.
لما جلس الأمير سالم أميرًا على الرياض، ورجع محمد بن عبد الله بن رشيد إلى