ويحيى علامات من العلم قد عفت ... ويعمر من بنيانه كل دامر
إمامٌ تزيا بالعبادة فاستما ... بها وارتقا مجدًا سمي المظاهر
لقد كان أمًا في السماحة والندى ... فليس له في عصره من مناظر
وفي الحلم قد أضحى لعمرك آية ... وفي العلم ذو حظ أطيد ووافر
تقي نقي ألمعي مهذب ... أريب رسيب الجأش ليس بطائر
وبدر منير يستضاء بضوئه ... إذا ما أجنت حالكات الفواقر
لأن كان قد أضحى له القبر منزلًا ... وأقوت رباع من حماة أساور
لقد كسفت للدين شمس منيرةٌ ... يغطي سناها كل باغ وكافر
فواحرنا أن كان لا بقية ... تخلف من بعد الهداة الأكابر
فسار على منهاجهم واقتفائهم ... على المنهج الأسنى على المفاخر
وأرتج أفواه العدا فهي خرس ... وأشرج من مفتوقها كل كاشر
فلا ذو ضلال وابتداع برائم ... سبيلًا إلى تشكيكه كل قاصر
لقد عاش في الدنيا على الأمر بالتقى ... ونهى الورى عن موبقات المناكر
يجاهد في ذات الإله ولم يكن ... لتأخذه في الله لومة لائم
فلا مذهب عن نهج الحق صده ... ولا ذهبًا يبغي كفعل الأخاسر
ولكنما مطلوبه الحق والهدى ... على نهج ما قد سنه خير آمر
فأضحى رهينًا في المقابر آويا ... وصار إلى ربٍ كريم وغافر
لقد صابنا صاب من الحزن مفجعٌ ... لدن طرق الناعي بفخر المحاضر
وأرق جفن العين خطب عصبصب ... يضعضع من ركن الهدى كل عامر
فجالت لنا الأشجان من كل جانبٍ ... وأظلم من نجد سطيع الدساكر
وأصبح منهد القواعد موحشًا ... وقد كان معمورًا سمي المفاخر
فصبرًا بني الإسلام صبرًا فإنما ... بعد جزيل الأجر حقًا لصابر
وللعلم فليبكي ذوو العلم والنهى ... فقد غيبت أعلامه في المقابر
ولم يبق إلى رسمه فهو دارس ... خفي على السلاك من كل سائر