ذكر من توفى فيها من الأعيان

فمنهم الشيخ الإمام العالم العلامة الفاضل عبد العزيز بن حسن بن يحيى قاضي بلد ملهم رحمه الله وعفا عنه، أخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأخذ أيضًا عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وتولى قضاء حريملا والمحمل للإمام فيصل بن تركي، وكان عالمًا فاضلًا متواضعًا حسن السيرة عليه آثار التواضع والعلم.

وممن توفي فيها أيضًا الشقي داود بن جرجيس ونذكر شيئًا من ترجمته:

هو داود بن سليمان بن جرجيس البغدادي ويسمى بداود العراقي كان له تخبيط في العقيدة، وميل إلى مذهب عباد الأصنام، وقد تظاهر بالشرك وشطر البردة وزاد الرمد عمى فقبحه الله ما أمقته وكان في بداية أمره أن قدم على الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين في مبتدأ النصف من القرن الثالث عشر ومعه شيء من كتب المذهب وجلس يتعلم العلم من الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن، فلما كان بعد ذلك طلب منه إجازة في الفتيا في المذهب، فلما حاز الإجازة ذهب إلى بلده وقام بإجازة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين يتجمل بها، ثم شرع والعياذ بالله يشبه على الناس ويموه بكلام معناه استحالة وقوع الشرك في الأمة المحمدية ويزعم أن دعاء الأموات والغائبين والذبح والنذر لغير الله ليس بشرك.

فلما كان بعد ذهابه بأربع سنين قدم إلى نجد، واتفق بالشيخ أبي بطين معه ورقة فيها شيء من عبارات شيخ الإسلام ابن تيمية يضعها في غير مواضعها، فلما تبين للشيخ حالته باحثه أمره فوجده قد وقع في هوة الردى فدحض حجته وأبان له خطأه، فأذعن في الظاهر ووافق وانقاد، ثم إن الشيخ كتب على ورقة أربع كراسات ردًا عليها سماها بعض الإخوان من طلاب العلم الشريف [الانتصار لحزب الله الموحدين]، ثم إنه طلب بعض الإخوان من الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بيان معنى بعض أبيات في البردة وتشطيرها، فكتب الشيخ عليها قدرًا من ورقتين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015