ونهض بالإمارة حتى كان بلاد لحج في مقدمة بلاد اليمن عمرانًا وازدهارًا، وذلك بإقرار الذين زاروها ودرسوا أحوالها.
وفيها أيضًا ولد رئيس جمهورة تركيا مصطفى كمال، وكانت ولادته في مدينة سلانيك وأسرته كان من الأريسا في بلاد اليونان، ويأتي له بقية ذكر في سنة وفاته، وكان قد توفى والده وهو صغير بدون ثروة تذكر، فلجأت أمه إلى أخيها وكان مزارعًا فنقلها أخوها مع فتاها إلى قريته وكفله، فأخذ يساعد خاله في عمله سواءً في الحقل أو في الدار أو في السائمة، ثم شق على والدته أن ينشأ فتاها هذه النشأة الخاملة فأعادته إلى شقيقتها في سلانيك ليتعلم، فأدخلته هذه مدرسة رسمية من مدارس الحكومة، وشملته بعنايتها، وضربه الأستاذ يومًا ضربًا مبرحًا لأنه تشاجر مع زميل له ساعة الدرس، فشق ذلك على جدته فأخرجته من المدرسة وأقصته عنه، فاختار الدخول في المدرسة العسكرية لميل غريزي فيه، ولما عارضت والدته حينما عرض الدخول عليها في المدرسة خوفًا عليه ولئلا تصاب ببعاده، أصرّ على الدخول وكان له ما أراد ولقب في المدرسة العسكرية بكمال فأصبح يدعى مصطفى كمال، وما زال يترقى ويجتاز الصفوف الأولية حتى نودي به رئيس جمهورية تركيا.
وختمت هذه السنة باتفاق أهل بلد المجمعة مع الأمير محمد بن عبد الله بن رشيد على أن يكون حليفهم وحاميهم وأن يكونوا من رعاياه، وكان هذا الإتفاق بعد عدة وقعات جرت بين أهل المجمعة وبين الإمام عبد الله بن فيصل، قتل فيها عدة رجال من الطرفين، فلم يستول عليها عبد الله وأحدثت شغبًا، ورجع الإمام عبد الله صفر اليدين منها، وبذلك تعلم ضعف جانب الإمام لأنه إذا عجز عن فتح بلدة في سدير ودخولها تحت طاعته فغيرها أولى.
ففيها أعاد الإمام الكرة عبد الله بن فيصل على المجمعة فأمر على أهل بلدان نجد