وفيها وفاة الشيخ ابن محمود قاضي قطر رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته:

هو الشيخ العالم عبد الله بن زيد بن محمود، ونحن نسوق الترجمة على ما نشرته إحدى الجرائد السعودية بقلم محمد بن عبد الله الشريف، انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس الثامن والعشرين من رمضان عام 1417 هـ في مدينة الدوحة فضيلة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية في دولة قطر عن عمر يناهز التسعين عامًا، وقد فقد الإسلام والمسلمون بوفاته علمًا من الأعلام المنيرة في التاريخ الإسلامي المعاصر لما يتمتع به رحمه الله من علم واسع غزير، وحكمة بالغة، وتواضع جمّ، وأسلوب مشوق ممتع، وقد أكسبته هذه الصفات وغيرها من الصفات الأخرى الحميدة التي كان يتحلى بها، ويندر أن تجتمع في عالم واحد أكسبته ملكة التبحر في العلوم الشرعية والتبصر في آفاقها الرحبة ومدلولاتها الواسعة، وتبسيطها وتقريبها إلى أذهان العامة، مما ساعد على تعميق معاني الإيمان الحقة لدى كثير من الناس وتحببه إلى قلوبهم، كما أكسبته هو تلك السمات والخصال محبة من عرفوه أو أخذوا عنه، كما ساهم رحمه الله بمؤلفات عديدة في خدمة الإسلام وتيسير العبادات، ومساعدة المسلمين على أداء شعائرهم الدينية، وإزالة ما علق بأذهان العامة من غموض أو جهل بأمور العبادات والواجبات الدينية، وكان من أشد المجاهدين في سبيل رفع راية الإسلام، ومحاربة البدع والمنكرات، وقد جاهد بلسانه وقلمه في سبيل الاحتفاظ بعقيدة الأمة طاهرة نقية من البدع والانحرافات، وكان لا يتردد في نصح أولياء أمور المسلمين بما يراه محققًا لتطبيق الشرع ومصلحة الأمة، ولد رحمه الله في حوطة بني تميم من أسرة تنتمي إلى ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب، ورحل عنها وهو يافع في طلب العلم على أيدي عدد من العلماء منهم: الشيخ عبد الملك بن إبراهيم، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ محمد بن مانع، واختاره محمد بن إبراهيم ضمن عدد من العلماء للوعظ والتدريس في المسجد الحرام.

وفي عام 1359 هـ قدم إلى مكة حاكم قطر الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015