وكان من أعيان العلماء في بريدة الذين اشتهروا بالعلم والدين إذ ذاك ابن عمه الشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشيخ العارف الزاهد عبد الله بن محمد بن فداء رحمة الله عليهم.
استهلت هذه السنة والأمور على ما هي عليه في نجد من الاختلاف والتفرق وقد تعرقلت المساعي عن الإتفاق وتجسمت المعضلات وأصبح أمراء البلدان كل لا يعدو أمره وتدبيره عن بلده، سوى أنه ما كان لأمير أن يعتدي على الآخر.
وفي هذه السنة شرع الأمير حسن بن مهنا أمير بريدة في تفجير العيون وإنشاء العقارات والآبار لما له من النهمة في ذلك، وأخذ في إصلاح قصر الحكم في بريدة وشرع في عمارة مسجد عودة الرديني المعروف في بريدة، وكان يقول أني آليت على نفسي أن لا أجعل فيه إلا نفقة طيبة فكان يأتي بخشبة وجريد سقفه من روضة مهنا، ويقول هذه من أرثي الذي خلفه لي والدي مهنا قبل أن يتولى الإمارة ولم يجعل فيه شيئًا من بيت المال.
ولما فرغ هذا المسجد كان لا يزال منيرًا بالعبادة ومعمورًا بالتدريس والتلاوة، وكان خارص الأمير حسن الذي يبعثه عاملًا للزكاة جدنا من قبل الأم وهو عبد الرحمن بن سلمي وقد امتاز بالعدل والإنصاف في خرصه لا يظلم الناس لا يجور في الخرص، ولما وشى به بعض الأعداء إلى الأمير حسن بن مهنا بأنه يتسامح ولا يأخذ الزكاة كاملة، بعث إليه من يفتش عليه في خرصه ويدقق، وكان ذلك بعد ما جعل الصدقات في سجلها وتصرف الفلاحون بالثمار فغار لذلك عبد الرحمن ومزق السجلات واشتد غضبه ورجع إلى الأمير قائلًا كنت أتيك بها نقية، فبعثت إلى من يأتي بها قذرة فالعفو أريد أيها الأمير.
ولما خرج من عنده غضبان آسفًا جاء المفتش إلى الأمير وجلس قائلًا: أيها الأمير إنه مزق الأوراق خشية أن أعرضها على الثمار، فأرى عمله وعلاوةً على