الأمطار على سائر نجد، وقد تهطل الأمطار متوالية بقدر أربعين ساعة لا تتوقف، وذلك بنوء العذراء آخر الوسمي، وجاءت الأنباء من ظلم وما يليها، ومن المهد بأن الأخير أحاطت بها الأودية من كل جهاتها فما استطاعوا السير منها إلى على متن الطائرات.
وفيها في غرة شهر رجب من هذه السنة ألقي القبض على المخربين الذين فجروا العبوات الناسفة في مدينة الخبر في شهر صفر الماضي، وأحدثت أضرارًا عظيمة في الأنفس والأموال هناك، ولما أن أرادت الحكومة السعودية أن تجري عليهم العقوبة اللازمة مقابل أعمالهم الإجرامية، طلبت الحكومة الأمريكية أن تتولى التحقيق معهم واتخاذ ما يلزم نحوهم لأن الذين قتلوا من جراء تفجيراتهم من رجال أمريكا بلغوا 19 قتيلًا، هذا ما نقصت منه أمريكا، وأما الذين أصيبوا وغيرهم فقد تقدم ذكر عددهم.
وفيها في أوائل شهر رجب أجريت انتخابات الأمين للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي، وبما أنه فاز بالانتخاب سوى أن أمريكا لم توافق على ذلك.
ذكرنا توالي هطول الأمطار فيما تقدم فنقول: توالى هطول الأمطار على سائر نواحي المملكة السعودية، حتى سقطت البيوت في مدينة الطائف، وجرى فيها سيول، حتى أن بعض العوائل أخرجوا إلى الشوارع وجلسوا على الأرصفة خشيةً على أنفسهم من تهدم المنازل عليهم، وقد برزت إحدى النساء متحجبة بثيابها وأكسيتها وجلست في الشارع تنتظر إياب زوجها بعدما حمل السبيل أثاثها، وسقط بيتها لترى ما يصنع الله بها، وقد بعثت الحكومة مساعدات من خيام وفرش وكسوة للمصابين من أهل الطائف وجدة، ومعونات تنقذهم من تلك الورطة، وأنه ليجب على أمة الإسلام أن يتكاتفوا ويتعاضدوا ويعطف بعضهم على بعض، لأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وقد ذكرتني هذه الحادثة ما مرَّ في سنة 1376 هـ حينما تداركت السيول على منطقة القصيم من هطول الأمطار بكثرة