السفلي، وقد ذكروا توفر العشب والكلأ الكثير في بعض الأماكن في حفر الباطن وهجرة، والزلفي، وعلى كل حال فإن الربيع فيه أمطار، وفي الحديث ليس القحط إن لا تمطر، إنما القحط إن أمطرت ولا تنبت الأرض، ومع ذلك فإن مواشي وادي الدواسر الذي امتلأ، وقد أقبلت بلاد قطر مدينة آل ثاني لطلب الرعي في منطقة القصم حيث الكلأ.
وكان شديد جدًا، وقد وقع في 1415 هـ لما كان في يوم سابع ذي الحجة في وقت طلوع الفجر شب حريق في منى، وقد كان الحجاج منشغلين يدعون الله ويستغفرونه ويتهيؤون للحج، وقد امتلأت منى بالخيام والزحام وكلٍ قد انشغل بنفسه فلم يشعروا إلا وقد أصيبوا بقارعة من أيادي أعداء الإسلام والملَّة، وقد اضطرمت النيران في الخيام وزاد الطين بلة أن هبت رياح شرقية جنوبية مؤذية فازدادت الأمور تعقيدًا، وغطى الدخان الأسود نور الشمس، وأسفرت النيران وأحرقت على جميع الخيام التي مرت عليها حتى جاءت فرق الإطفاء والدفاع المدين، ولكن زالت الشمس، وقد قامت الحكومة بنصب خيام بدلها، ولم يهلك سوى رجلين، واختنق 69، وجرح 19، ويمكن أن تكون هذه الحريق من يد عاملة ضمن منى.
ثم جاءت سنة 1416 هـ
وفيها في أحد أيام ربيع الأول فرَّ عن العراق ابنتا صدام حسين والتجأتا إلى عمّان تحت ولاية الملك حسين بن طلال، ومعهما أحد زوجيهما، وكان هذا على ثقة من صدام، ولكنهم كغيرهم كرهوا أعماله، وبعث نجله عدي يحتج على الملك حسين، وطلب منه رجوعهم إلى العراق فمانع الملك حسين وتظاهر بأن البنتين كلاجئ سياسي كما يقره القانون، فتأزمت الأمور بين العراق والأردن، وكان ملك الأردن رأى أن القانون الدولي يمنع طردهم، وقام الرئيس صدام يرغي ويزبد،