الرواق الجنوبي الذي بعد الحجرة والروضة الشريفة، وكان الملك يقول: "أريد أن أجعل المدينة المنورة أحسن مدينة في العالم، وقد أقبلت الأمة من سائر المعمورة إلى العكوف في المسجد النبوي، ولا سيما الأعاجم من الهند والسند وإيران وأفغانستان وغيرها، ولو قلت أن التوسعة الأخيرة التي اكتملت في سنة 1414 هـ لم يكن لها نظير في التصميم وحسن الوضع، وقد بلغت تكاليف التوسعة خمسة عشر مليارًا من الريالات، جعلها الله في ميزان حسناته، وكنت أظن أنها قامت جميع البنايات الحديثة ولا سيما المكيفات التي تخرج الراحة من أصول الأعمدة.
أما عن توسعة المسجد الحرام توفرت في توجيهات الملك عبد العزيز رحمه الله، ولها فضلٌ عظيم، وبعدها توسعة الملك فهد بن عبد العزيز الرائعة، ولقد جدت الحكومة السعودية في خدمة المسجدين الشريفين والحرمين المعظمين، كما جدت في بناية المساجد في مشارق الأرض ومغاربها.
لما دخل شهر ذي الحجة في يوم الخميس وتقرر أن الوقوف بعرفة يوم الجمعة تسابق المسلمون إلى الحج اغتنامًا لهذه الفرصة، فأقبل المسلمون إلى مكة المشرفة من مشارق الأرض ومغاربها، وبما أن الراحة والأمن لها فقد ضاقت مكة والمشاعر المفضلة بحجاج بيت الله الحرام، ولولا ما بذلته الحكومة السعودية من حسن التنظيم، وجعل حد للعدد لكان الأفراد هي من ذلك الضيق، وقد امتلأت منى، وخرج الحجاج إلى مزدلفة وغيرها لأجل الضرورة ولفتوى بعض العلماء في ذلك، كما أنه وقع الترخيص في جواز السعي في سطح المسعى ورمي الجمار من أعلاها، وذلك تمشيًا في أن دين الإسلام يسر، ولم يجعل الله في الدين من حرج، فلولا ما حصل للحجاج من إعداد لكادوا أن يصلوا إلى عرفات ويتجاوزا جمرة العقبة إلى مكة المشرفة لكثرة العدد، وذلك لأن منى ضاقت بالحجاج لما فتحت فيها الشوارع والطرق، ومما يحسن بالحجاج أن يقفوا سواسية في المنزل ويكونوا سواسية فلا فضل لأحد على أحد في ذلك المشهد العظيم الذي يدخله الملوك