لما طال النزاع في الصومال قام حزبا تنازع السلطة هناك فتدخلت الأمم المتحدة للوقوف أمام هذا التيار الجارف، فلم يزد ذلك التدبير شيئًا، وقام الرئيس هناك وقتل 23 جنديًا باكستانيًا مساندين لرجال الأمم المتحدة مما زاد الأمور توترًا، فعند ذلك صدرت الأوامر الأمريكية إلى رجالها البالغين ألفي مقاتل، وكانوا يدربون في مدينة الكويت بأن يركبوا المراكب الهوائية وهي طائرات هلوكبتر ويتوجهوا لضرب المتمردين في الصومال، ولما أن كان في اليوم 24 من ذي الحجة من هذه السنة قصفت القوات الأمريكية المتمردين في الصومال وأمطرتهم وابلًا من القذائف النارية فتوالى ضرب الطائرات حتى كانت القنابل تتساقط كتساقط حبات المطر مما سبب إصرارًا على مواقع الرئيس المتمرد، وهددت بأن بقية الطائرات سترسل للإبادة والتنكيل بالمتمردين، وكانت الحالة سيئة على المتمردين بحيث كانوا في شر حالة، وقد تهدم قصره من ضرب القنابل، وقامت القوات الأمريكية تطارده وتلاحقه، فقد قيل أنه اختبأ في إحدى المستشفيات ولا تزال القوات الأمريكية في طلبه، وهكذا عاشت الصومال منذ سنتين وثلاثة أشهر بشر حالة.
كما أن البوسنة والهرسك بحالة حصار وتضييق وتشريد وأذى من الصرب ومن والاهم، وانضم إلى الصرب كفارٌ آخرون فكانوا يدًا واحدة على المسلمين تمدهم روسيا علنًا وبريطانيا وفرنسا، وكان رئيس البوسنة علي عزت يبذل جهودًا جبارة لدى مجلس الأمن ويطالب بالحقوق الإنسانية، ولكنها صرخة في وادي خالٍ من البشر.
ففيها في يوم الأحد 7 محرم قامت أمريكا وأطلقت على العراق ثلاثة وعشرين صاروخًا من طراز كروز، وذلك من البحر الأحمر ومياه الخليج، وجعلت هدفها