الجنود المحافظون عليه، فتقدم اثنان وأطلقا عليه النار فقتل الرصاص من حواليه فألقي القبض على أحدهما وفرَّ الآخر، وكان ذلك في يوم الاثنين حادي وعشرين ذي الحجة، وما أغنى حذر من قدر، وقد كان هذا الرجل كما ذكروا عنه متحديًا لأهل الدين، وقد سجن وعذب أمةً منهم، والله بالمرصاد، وقد امتلأت السجون بالمسلمين بحيث سجن خمسون ألف مسلم بسبب هذه الحادثة، وعمت الفوضى بالجزائر.
وختمت هذه السنة بزعازع في مشارق الأرض ومغاربها، وثورات في سائر المعمورة، ولقد عجز المصلحون عن تسكين تلك الفتن، ومع هذا التناحر والتقتيل فقد كثرت الفيضانات والزلازل والأعاصير، فمن لم يمت بالقتل فقد هلك من جراء تلك الفيضانات والزلازل والبراكين المتفجرة والأعاصير القاتلة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبما أن الحكومة السعودية لها أفعال كثيرة في مساعدة المنكوبين والعطف عليهم فقد اتسع الخرق على الرافع، وذلك بأسباب تفكك الأمم ونزاعها.
استهلت هذه السنة والحالة مستمرة في النزاع وإراقة الدماء، فهذه كشمير المسلمة في الهند يعاني أهلها أنواع البلاء والتعذيب وقتل المسلمون بعدما أذيقوا أشد أنواع التعذيبات على يدي حكومة الهند الكافرة، فكانوا يرغمون المسلمين على أبشع الحالات وهم في سجون التعذيب من تناول الأشياء الحارة وعلى اللواط، وربط الأشياء الثقيلة في قضبانهم يجرونها، وامتصاص المني، والوقوف الطويل فترات لا يتحملها الآدمي، وأعظم شيء حملهم علي ممارسة اللواط بعد تلاوة القرآن، وكانت قوات الاحتلال تمارس في معاملتهم أبشع الجرائم اللاإنسانية التي لم يسبق لها نظير في تاريخ البشر، إلا أن المسلمين يتصدون لقمع هذه الممارسات الشنيعة القمعية حتى لقوا حتفهم وماتوا وهم عرات، فلم يبقَ نوع من