يعاتبه فيها بعض المعاتبة، وهذه الرسالة بديعة أودعها من الفصاحة والبلاغة ما يعجز عنه فحول الرجال وتتضاءل عندها أفهام أولي النهي من الأمثال.

ولقد أثنى الشيخ سليمان على المترجم وأثنى على آبائه وأجداده الذين قاموا في نصر هذا الدين وأشادوا معالمه وأبادوا الشرك وأهله ومظالمه، وذلك لما أراد إدراجها مع رسائله فباح بالأبيات الآتية، وكان الشيخ عبد اللطيف في بعثه لهذه الرسالة إلى زيد قد وجد منه عند تلك الحوادث والكوارث فتورًا، ورأى منه في حق من تجانف أو تساهل في ذلك تقصيرًا أو قصورًا، وقد وضح الحق في ذلك واستبان، وكان من ذوي المعرفة والإتقان وخاصةً خلاصة الإخوان، فعاتبه الشيخ بهذه المعاتبة الرصينة المباني وأفصح له بهذه الرسالة البليغة المعالني، قال الشيخ سليمان في مقدمة هذه الرسالة يمتدح المترجم: -

معاني مبانيها الطوامح في العلا ... لآليء أصداف البحور الزواخر

ويحتار في مهما مطاوح ما انطوت ... عليه من الترصين قس المحاضر

وأبدى بديعًا من عويص غويصه ... لئام المعاني المحكمات لسابر

لقد جد في نصر الشريعة والهدى ... وسد ينابيع الغواة الأخاسر

وإعلاء دين الله جل ثناؤه ... وتأسيس أصل الدين سامي الشعائر

وإحياؤه بعد الدروس ونشره ... وقمع لمن ناواه من كل غادر

وإبعاد أعداء الهدى وجهادهم ... وتحذيره عنهم بكل الزواجر

وقد رد بل قد سد كل ذريعةٍ ... تؤول إلى رفض الهدى من مقامر

ففي أثر آباء كرام أئمةٍ ... أولى العلم والحلم الهداة الأكابر

ببذلهمو للجد والجهد في الدعا ... إلى الله من قد ند من كل نافر

همو أظهروا الإسلام من بعدما عفى ... من الأرض فاستعلى به كل ناصر

فكم فتحوا بالعلم والدين والهدى ... قلوبًا لعمري مقفلات البصائر

وكم شيدوا ركنًا من الدين قد وهى ... وأقوى ففازوا بالهنا والبشائر

وكم هدموا بنيان شركٍ قد اعتلى ... وشادوا من الإسلام كل الشعائر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015