قد يستجاب وهو أن يجعل الله بأس المشركين والكفار بينهم وتدميرهم في تدبيرهم، ومن عاش فسوف يرى، وكان ثورة جيش روسيا على الرئيس ميخائيل متسترين بأنه مريض وعاجز عن القيام بالعمل ونحو ذلك من المسوغات، لم يذكروا أنه يحارب الشيوعية وأن في طلب السلام مع الدول الكبرى، ولم يتحدّ المسلمين في دينهم، وفي آخر هذا اليوم زحف مائة دبابة وعشرون وطوقوا بيت الرئيس وهو موضع برلمان وأصبح مهددًا بإهلاكه وأهل بيته، وبما أن الشعب كله يريد الرئيس السابق فإنه يتكهن أهل المعرفة أن الثورة ستفشل كما أنه العالم أجمع يؤيد الرئيس السابق.
لما كان في 12/ 2 الموافق ليوم الخميس أي بعد الثورة بثلاثة أيام استطاع الشعب أن يقيم الرئيس ميخائيل إلى منصبه وأعيدوا انتخابه رئيسًا، ثم إنه ألقى القبض على الثمانية الذين قاموا بالثورة ورفعت التهاني إلى الرئيس ميخائيل ومؤيديه، وكان من بين الذين رفعوا التهاني الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية، وذلك استبشارًا بإخماد هذه الفتنة لما ينشب عنها من الأهوال وإراقة الدماء ثم سكنت التحركات وعادت المياه إلى مجاريها.
وفيها هطلت أمطار على الفلبين وارتفعت الفيضانات فيها مما أدى إلى هلاك سبعة وعشرين غريقًا وتهدمت سبعة آلاف منزل وشرد سبعون ألفًا، وقد جرى على اليابان وبنغلادش والفلبين، كما ذكرنا ما جرى على السودان قبل ذلك من الفيضانات، وذكرنا تمام قدرة الله تعالى وكيف أن سكان المعمورة لا يستطيعون بأجمعهم الدفاع لقدرة الله، ولا يملكون أمام تلك الضربات إلا رفع اليدين إلى من دبرها ليوقفها ويمنع شرها، ولو كان المقام مقام وعظ لأتينا بالمقصود ولكننا نشير هنا إلى الحوادث الأرضية وما يجري على سكان المعمورة، وكانت هذه الأمطار على الفلبين في الخريف 12/ 4 من هذه السنة.
فتن وبلاء مستطير، قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ