يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: 16, 17]، وهذا التهديد يوقظ الغافلين ويريح أعصابهم، فهذه الأرض التي جعلها الله ذلولًا والمخلوقات على ظهرها أمسكتها قدرة الله، وهم يشاهدون كيف تتحول هذه الساكنة إذا شاء الله في بعض الأحيان إلى حالة تريح هي ومن فوق ظهرها وتذهب ضحاياها أمم من المخلوقات، أو ينجم من ذلك انفتاح أحد أفواهها، وهذا بقدرة الله، وإن هذه القدرة التي أمسكتها قد تتحول إلى أن تكون بامر الله مهتزة مرتجة فلا يملكون إلا أن يرفعوا بأيديهم إلى السماء وأبصارهم إليها، ويشغلوا قلوبهم بمن هزها أن يمسكها، ويوقفها الله أكبر ما أعظم هذه القدرة وما أشد حاجة المخلوق إلى الخالق، وهكذا هذا الجبل لما انفجر بركانًا وتكرر انفجاره أصبح منذر بشره وويلاته وهجر ما حولها بمسافة ثلاثين كيلو متر فأصبحت معطلة من السكان والأنيس الصالح، سبحان الله المتصرف في خلقه على وفق مراده.
وفيها في 4/ 1 انفجر بركان جبل الفلبين بدخان هائل وحجارة مما أرغم عشرين ألف جندي أمريكي على مغادرة أمكنتهم، وهذا يعتبر رابع انفجار لهذا البركان.
وفيها في 2/ 1 هب إعصار شديد في الصين سقط فيه 35 شخصًا ولقوا مصرعهم، وجرح ألف وسبعمائة شخص وسبعة عشر، ويعتبر هذا رزء شديد وهدم خمسة عشر ألف منزل، ودمر من الأشجار وغيرها تدميرًا شاملًا، وسبب أضرارًا عظيمة، وبذلك تعرف عظمة صاحب العظمة الذي إذا وقعت آياته فإنه لا راد لها، فعياذ بالله من درك الشقاء وكيف أن المخلوقين يقفون أمام تلك الكوارث لا يملكون نفعًا ولا ضرًا.
وفي هذه السنة بل في الآونة الأخيرة في مبتدأ هذه السنة 5/ 1 ظهرت تقنيات صدام في العراق وأتباعه من الجيش الجمهوري، فلم يخضعوا لأوامر الأمة في إتلاف ما لديهم من السلاح الذري، علاوةً على ذلك فقد قتلوا من الأكراد