الكويت وانقطعت المواصلات بينها وبين ما سواها، وأصبحت الأمور هائجة مائجة تنذر بشرها وويلاتها، وترمي بشرورها، وأحاط الجيش العراقي بالكويت على بعد ألف متر وخمسمائة أمتار من الحدود السعودية، وأصبح أهل العراق يعيثون فسادًا في مملكة مستقلة هجموا عليها واستولوا عليها بظرف ثمان ساعات من الزمن بحيث لم يجدوا ناهيًا ولا مجلس أمن, ينتهبون أموال الكويت، ويهدمون ويفسدون، ويهدد الرئيس صدام بأنه إذا ما قام تدخل من أمراء الخليج أو غيرهم فإنه سيفجر آبار البترول بنار تحرق الأخضر واليابس، وهدد السعودية بأن إذا ما تدخلت فإنه سيضرب آبار البترول ويجعل الكويت مقبرة لأهل الخليج، ولما بادرت الرؤساء والملوك إلى عقد مؤتمر في مدينة جدة لم يحضر وفشل ذلك المؤتمر قبل انعقاده لأن الرئيس العراقي كان على أتم استعداد للحضور ولكنه رفض، وقد فرضت جميع الدول عقوبات على العراق كعدم تصدير بترول العراق والكويت وعدم التعامل معها مقابل ذلك العمل الإجرامي، وفكرت بريطانيا والولايات المتحدة بتوجيه ضربة قاسية على العراق لكنها تريد البواخر الأجنبية أن تتحرك إلى مياه الخليج، ولكن أمراء العرب وحكامها طلبوا عدم التدخل الأجنبى ولعل أن تنحل المشكلة من دون تدخل أجنبي، وكان الرئيس المصري حسني مبارك أعظم قائم بالاستنكار لهذا الموضوع، وأكدت بريطانيا بانسحاب العراق ووضع عقوبات عليه، كما أن حكومة السوفييت قامت باستنكار ذلك وأوقفت الأسلحة عن العراق، وأصبح غالب أهل الكويت لاجئين إلى السعودية في الرياض وبريدة وجدة، وأقامت حكومة جديدة أجنبية على وفق مرادها, ولكن جميع الدول لا يزالون يعتبرون إمارة جابر بن أحمد هي الحكومة الشرعية ولا يعترفون بالحكومة الجديدة، أما عن الأمير القديم فإنه لا يزال يتقلب في أمريكا وغيرها ويطالب مجلس الأمن بطرد القوات العراقية التي غزت بلاده وانتهكت حرمتها بهذا الوضع، ويلقي لأئمته على حكومة عربية شقيقة مجاورة تفعل تلك الأفاعيل الشنيعة وتغزو جارتها، وقد استمرت الأحوال هائجة مائجة، وقد قدم الرئيس اليمني علي عبد الله